Ashooranews.ir

السید محمد الحیدری لـ"مهر": سلیمانی وابومهدی صناع الانتصارات

اكد السيد محمد الحيدري، ان الشهيد قاسم سليماني كان صانع الانتصارات في المنطقة وكان صاحب الكلمة الاولى، وان…

السید محمد الحیدری لـ"مهر":
سلیمانی وابومهدی صناع الانتصارات
startNewsMessage1

وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: حلت علينا منذ أيام السنوية الأولى لرحيل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني، رفقة صاحبه ورفيق دربه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد في  3 كانون الثاني/يناير 2020، أثناء زيارةٍ إلى العاصمة العراقية، حيث استهدفت طائرات العدوان الأميركي السيارة التي كانا يستقلانها، وجاءت هذه الزيارة لنقل رد على الرسالة السعودیة عبر الحکومة العراقیة، لکن اغتیالهما الجبان حال دون نجاح جهوده السلمیة.

لعب الشهيدان دوراً جوهرياً في دحر قوى الإستكبار العالمي وأذيالها من أنظمة الشر، وأيضا التنظيمات الإرهابية الدموية، على رأسها تنظيم داعش الذي عاث في الأرض فساداً. دأب الشهيدان على العمل العسكري الميداني، متنقلان من جبهة إلى أخرى ومن بلد لأخر، منذ أن عيّن، فارضا نفسهما في سن مبكرة بفضل قدراته القتالية الجبارة، حيث صقلت تجربة تلك الحرب القاسية شخصيتهما المغوارة. فقد إستجاب القائدان لنداء المستضعفين في كل مكان، فتارةً نراهما في العراق وتارة أخرى في سوريا، فلم يُعرف عنهما الجلوس خلف الطاولة وإصدار الأوامر للجنود كما يفعل معظم قادة العالم.  

وقد أولى قاسم سليماني أهمية بالغة للملف الفلسطيني وتطوير قدرات المقاومة والمقاومين، فكان له حضور طاغ في الساحة الفلسطينية، ما يثبت عزم الجمهورية الإسلامية الإيرانية على نصرة الفلسطينين وقضيتهم العادلة، فساهم في  تطوير قدرات المقاومة الفلسطينية على المستويين الاستراتيجي والميداني. وفي هذا الصدد، يثمّن المجاهدون الذين ابتعثوا إلى الجمهورية الإسلامية بداية الألفية الثانية ومطلع الانتفاضة الفلسطينية الثانية ( انتفاضة الأقصى )، الجهد الذي بذله مدربو فيلق القدس في الحرس الثوري من أجل تعزيز قدرات المقاومة الفلسطينية من جميع النواحي.

وفي هذا الشأن وضّح السيد "محمد الحيدري"، عدّة نقاط مهمةٍ خلال حوارٍ صحفي مع مراسلة وكالة مهر للأنباء، كان اهمّها:

** طبيعة العلاقة مع الشهيدين سليماني والمهندس / تعيين قائد فيلق بدر

قال السيد محمد الحيدري: " تربطني بالشهيد البطل الحاج قاسم سليماني علاقة قديمة ولكن لم تكن علاقة وثيقة ومتينة، الا حينما اصبحت قائم مقام ممثّليّة الولي الفقيه في فيلق بدر عام 1993، حينها نشبت بيننا علاقة قوية ومتينة منذ ذلك الوقت واستمرت الى حين استشهاده. الشهيد البطل مهندس الانتصارات ابو مهدي المهندس شخصية تتميّز بصفات فريدة من نوعها لا نجدها عند غيره، انني اتذكّر انه عندما تم تعييني بهذا المنصب كان من اول الرجال الذين أيّدوا هذا التعيين على الرغم انه لم تكن علاقتي به علاقة وثيقة، فقد كان ينظر الى الاشخاص والاحداث نظرة تأمّلٍ بعيدة المدى ".

وتابع، واتذكّر ايضاً انه خلال اجتماعٍ اقامة الشهيد قاسم سليماني بحضور السيد محمد باقر الحكيم وانا وشخصٌ اخر من القدس؛ هذا الاجتماع كان لمناقشة لتعيين قائد جديد لفيلق بدر، وقد طُرح خلال هذا الاجتماع اسمين لهذا المنصب ولهذه المسؤولية، الاسم الاول كان ابو مهدي المهندس، والثاني كان السيد المرحوم ابو لقاء. وتم التباحث وتبادل الآراء خلال هذا الجتماع حول هذا الموضوع، وقام الشهيد قاسم سليماني وطرح عي سؤالاً في البداية ( في ذلك الوقت كنت المدير الخاص لمكتب السيد الحكيم رحمة الله عليه عام 1998 )، فعندما وجّه لي السؤال، انا كنت على معرفةٍ ودرايةٍ بالشهيد ابو مهدي المهندس والسيد المرحوم ابو لقاء، وكانت علاقتي بالسيد المرحوم ابو لقاء اكبر واقوى من علاقتي بالشهيد ابو مهدي المهندس .

الشهيد ابو مهدي المهندس يمتلك قدرته على الاستيعاب السريع للاحداث وكيفيّة التعامل مع الآخرين في اصعب الظروف وحل مشاكل المصتعصية بروح الاحتواء التي كان يملكها، والقدرة على فهم الوضع الاداري

واضاف، وكان ما يميّز الشهيد ابو مهدي المهندس هو قدرته على الاستيعاب السريع للاحداث وكيفيّة التعامل مع الآخرين في اصعب الظروف وحل مشاكل المصتعصية بروح الاحتواء التي كان يملكها، والقدرة على فهم الوضع الادارة، فكان بحاجةٍ الى ادارة قويّة متماسكة لفهم وادراك والسيطرة على العدد الكبير والهائل لمجاهدي فيلق بدر، والشيء الاهم كان الشهيد حاملاً لفكر اسلامي يختلف عن الاخرين. وانني اتذكر اخر لقاء قبل استشهاده اتى لزيارتي واخذ مجموعة من الكتب ليقرأها، فهو كان كثير المطالعة، كان يمتلك رؤية وفهم سريع للمواقف وهو ما ساعده على احتواء المجاميع الكبيرة في قلبه، ولهذه الاسباب قمت بترشيح الشهيد ابو مهدي المهندس لكي يكون قائد الفيلق وبيّنت هذه الاسباب.

وذكر السيد محمد الحيدري انه بعد ذلك، الشهيد سليماني طلب من الشهيد السيد الحكيم رحمة الله عليه، ان يبيّن رأيه، فالشهيد الحكيم ايّد رأيي، وبنظري كان الشهيد سليماني يميل الى ابو مهدي المهندس ايضاً، وبالتالي وخلال هذه اللجنة الثلاثية تم الاجماع على تنصيب الاخ الشهيد مهندس الانتصارات الاخ الشهيد ابو مهدي المهندس قائداً لفيلق بدر، فأصدر الشهيد السيد الحكيم ( باعتبار ان السيد الحكيم معيّن من قبل الولي الفقيه الامام آية الله العظمى السيد علي الخامنئي حفظه الله ) امر باعفاء قائد فيلق بدر السابق من مهامه وتعيين الشهيد ابو مهدي المهندس القائد الجديد لفيلق بدر.

ونوّه السيد محمد الحيدري انه بالاضافة الى ما تمّ ذكره والى صفاته التي لا تنتهي، كان الشهيد البطل ابو مهدي المهندس متواضعاً، عطوفاً، طيباً في طريقة تعامله مع الآخرين، وعندما تكون هناك مشاكل في العمل كان يقوم بحلّها بسهولة لما يحمل من خلفيات فكرية ودينية وثقافية وعلمية وقدرة في هذا الجانب، وهذا ما كان يميّزه عن الآخرين، فقد كان قائداً منذ نشأته. ونستطيع ان نقول ان الاخ الشهيد ابو مهدي استطاع ان يكون قائداً عظيماً عند توليه قيادة فيلق بدر.

** علاقة الشهيدان بالمرجعيات الدينية

نتيجة الجانب الفكري والديني الذي يحمله الشهيد سليماني فعلاقته بآية الله العظمى السيد علي السيستاني علاقة جيدة ووثيقة خاصةً ان هناك توصيات من الامام السيد علي الخامنئي بان تكون علاقة الاخوة السياسيين والجهاديين وغيرهم من القيادات العراقية، ان تكون علاقتهم مع الامام السيد علي السيستاني علاقة وثيقة ومتينة وطيبة

قال السيد محمد الحيدري: " بالنسبة الى علاقتهما بالمرجعية سواءً كانت مرجعية آية الله العظمى السيد علي السيستاني او أية الله العظمى السيد علي الخامنئي حفظهما الله، في العراق يوجد مقلدين للامام علي الخامنئي، وللامام علي السيستاني، ونتيجة الجانب الفكري والديني الذي يحمله الشهيد سليماني فعلاقته بآية الله العظمى السيد علي السيستاني علاقة جيدة ووثيقة خاصةً ان هناك توصيات من الامام السيد علي الخامنئي بان تكون علاقة الاخوة السياسيين والجهاديين وغيرهم من القيادات العراقية، ان تكون علاقتهم مع الامام السيد علي السيستاني علاقة وثيقة ومتينة وطيبة ".

وتابع، اتذكر انه في احد الاجتماعات، كما نقل لي، ان الامام السيد علي الخامنئي طلب من الاخوة ان يوثّقون علاقتهم بالامام السيد علي السيستاني، قال احد في الحاضرين لآية الله العظمى السيد علي الخامنئي ان بيت آية الله العظمى السيد علي السيستاني غير مفتوح، فقال الامام: " يجب ان تطرقوا الباب لكي يُفتح لكم ". وفي اجتماع كنت موجوداً فيه وحاضراً مع الامام السيد علي الخامنئي حفظه الله، كان يؤكد على الالتزام وطاعة الامام السيد علي السيستاني، وفي آخر لقاء تم بيننا حول هذا الموضوع، قال: " ان العراقيين لن يعرفوا قدر آية العظمى الامام السيد علي لسيستاني، الاّ عندما يفقدوه، سيشعرون بالفراغ الكبير ".

واكد السيد محمد الحيدري ان علاقة الشهيد ابو مهدي المهندس مع الامام السيد علي السيستاني علاقة طاعة ومحبة، وكان يلتقي بممثّليه وبمكتب المرجعية، ويجتمع معه في بعض اللقاءات.

** علاقة سليماني والمهندس بالشباب

قال السيد محمد الحيدري: " الشهيد البطل ابو مهدي المهندس نتيجة تواضعة وطريقته في اداء العمل، وتواجده المستمر مع المقاتلين بشكل عام، كان يجلس معهم ويتحدّث اليهم ويأكل معهم، وبرأيي هذا ما اعطاه تقديراً ومحبّةً كبيرةً في اوساط المقاتلين. فكان عندما يقوم بزيارتهم في بيوتهم واماكن اقامتهم كانوا يتهافتون عليه من اجل اخذ الصور معه والحديث اليه او لطلب المساعدة. الشيء المهم ان الشهيد ابو مهدي المهندس كان لديه اهتمامات كثيرة وكبيرة بعوائل الشهداء، فمن يسقط شهيداً في ارض المعركة كان يسعى الى ان يدعم عائلته، وهذا الدّعم كان واضحاً من قبل الشهيد المهندس في هذا الجانب ".

وتابع، الشهيد ابو مهدي اسّس في داخل الحشد الشعبي مديرية في هذا الشأن تهتم بعوائل الشهداء والجرحى، وكان الشهيد ابو مهدي المهندس يقدّم لهذه المديرية الدعم الكبير والهائل، وكان الشهيد المهندس يهتم ويزور الجرحى بشكل مستمر ان كانوا في المستشفيات او في بيوتهم، ويقدم الدعم الكبير لهم، وبسبب دعمه لهم انقذ حياة الكثير منهم بفضل الله.

** دور الشهيدان في اخراج قوات الاحتلال المريكية من العراق وابادة عناصر داعش من المنطقة

قال السيد محمد الحيدري: " انه بالنسبة الى ما يرتبط باخراج المحتل، عندما بدأت القوات الامريكية في احتلال العراق، تشكلّت خلايا جهادية مقاومة لاخراج هذا المحتل من الاراضي العراقية، وكانت الضرورة في ذلك الوقت، تتمحور حول اخراج قوات الاحتلال الامريكية الاحتلال واتخاذ مواقف ثابتة، فمن كان يؤمن بضرورة ووجوب حمل السلاح كان يذهب للجهاد وللالتحاق بالمقاتلين ( الذين عبّر عنهم بعد ذلك بالمقاومين او بالمقاتين اوالمجاهدين )، ومن كان يرى انه ليس بمقاتل ولا يرى نفسه في ساحات القتال، بل يرى نفسه انه يمثل المعارضة السياسية التي تتمحور حول اخراج هذه القوات ( مجموعة من السياسيين الذي عارضوا بشكل واضح وصريح تواجد المحتل الامريكي على الاراضي العراقية) كان يجاهد في سياسته، والنوع الثالث هم الذين دخلوا وشاركوا في التشكيلات الموجودة من اجل انتزاع الحكم من المحتل واخراجه وطرده من الاراضي العراقية وذلك مع تنسيق من الجهات الاخرى المقاومة، وكان الشهيد ابو مهدي المهندس انذاك مستشار الشهيد القائد سليماني ( هذه الاستشارة كانت خاصة في موضوع الاحتلال )، كان الشهيد مكلّف بدعم المجاميع الجهادية ( انذلك كانت هناك مجاميع جهادية مقاومة للاحتلال )، وكان لهذه المجاميع دور بارز ومهم، وكان ابرزهم " كتائب حزب الله ".

اكد السيد محمد الحيدري انه عندما نتساءل فيما بيننا، من اخرج القوات الامريكية من المنطقة ؟، بالدرجة الاولى الجمهورية الاسلامية الايرانية المتمثّلة بالشهيد الحاج قاسم سليماني وأيضاً الشهيد ابو مهدي المهندس

وتابع، طبعاً مجاميع اخرى تشكلت ومنها التيار الصدري وغيرها من التيارات، وبدأت مجاميع من بدر تخرج صوب هذا الاتجاه، واستطاعت ان تقوم باعمال كثيرة وكبيرة وفعالة، وكان الداعم الرئيسي لهم هو الشهيد قاسم سليماني وكان المنفذ لهذه الامور الشهيد ابو مهدي المهندس، وكانت تعطى له الاسلحة ليوزّعها على المجاميع الجهادية لمواجهة الاحتلال، فالشهيد من خلال الدورات والتدريبات مع المجاميع الجهادية كان ابو مهدي المهندس له الدور البارز والرئيسي ليس فقط في الدعم، وانما ايضاً في الدورات العسكرية.

واضاف السيد محمد الحيدري انه عندما نتساءل فيما بيننا، من اخرج القوات الامريكية من المنطقة ؟، بالدرجة الاولى الجمهورية الاسلامية الايرانية المتمثّلة بالشهيد الحاج قاسم سليماني وأيضاً الشهيد ابو مهدي المهندس، طبعاً هم الداعمين من قمم المقاومة التي استمرت في مواجة الاحتلال رغم الاعتقالات من الجانب الامريكي، ومما لا شك فيه ان لهذين الشهيدين دور كبير ايضاً في عملية اخراج القوات الامريكية من العراق، واستمر هذا العمل باستخدام اسلحة متطورة وحديثة.

اكد السيد محمد الحيدري انه مما لا شك فيه ان لهذين الشهيدين دور كبير ايضاً في عملية اخراج القوات الامريكية من العراق

واستطرد قائلاً: " اما بالنسبة الى مواجهة داعش، فعدما بدأت داعش تنتشر في العراق وبدأت تسيطر تدريجياً على مدينة الموصل ثم على مدن اخرى بالتدريج الى ان وصلوا الى حدود العاصمة العراقية بغداد، قبل ان تصدر الفتوى الجاهدية من الامام علي السيستاني، تحرّك الشهيد ابو مهدي المهندس وكتب كتابا الى كافة المجاهدين والمقاتلين، والى الشخصيات التي كانت في بدر، وغيرهم، تفيد بان اسرعوا في الالتحاق لخطورة الوضع. طبعاً بدعم ايضاً من الشهيد سليماني، وبالفعل بدأت تتشكّل مجاميع من المجاهدين في البداية قبل صدور الفتوى استطاعت تحرير طريق "بغداد – سامراء". لو لم يتم تحرير هذا الطريق والوصول الى مدينة سامراء لسقطت مدينة سامراء آنذاك، ولعب الشهيد ابو مهدي المهندي الدور الرئيسي في التحرير، ومن بعدها جاءت الفتوى.

وذكر السيد محمد الحيدري انه عندما جاءت الفتوى الجهادية، نستطيع ان نقول ان الشهيد ابو مهدي قام بالعمل الاول للكتائب وهو قتال داعش، وبالاضافة الى جهاده كان لديه مسؤولية اخرى وهي تنظيم الحشد الشعبي. في ذلك الوقت عندما سيطرت عناصر داعش على بعض المدن والقرى العراقية، صرّح بعض السياسيين والدبلماسيين الامريكيين والغربيين بان اخراج عناصر داعش من المنطقة ليس بالامر السهل وان اخراجهم يتطلب 10 سنوات على الاقل، وقد يتطلب القضاء عليهم 30 سنة.

واكد السيد  محمد الحيدري انه بحمد الله وبفضله وبعد صدور الفتوى واستعداد الناس للتضحية والقتال وايضاً بقيادة بعض المجاميع الجهادية وعلى رأسهم الشهيد ابو مهدي المهندس وبحضور الشهيد البطل قاسم سليماني، ودعم الجمهورية الاسلامية بالاسلحة بشكل كبير ومتسارع ومنسق استطاعوا ابادة داعش، وكان هذا العمل كبير وكان دور الشهيدان المهندس وسليماني كان للهما الدور كبير والبارز في ابادة عناصر داعش الارهابية من المنطقة وتحقيق النصر.

** اصدار البرلمان العراقي قرار بضرورة طرد القوات الامريكية من الاراضي العراقية

قال السيد محمد الحيدري انه عندما استشهد قادة النصر خرجت تظاهرات كبيرة للبيعة بدأت من العراق ثم الى ايران ثم بعد ذلك اتت بجثمان الشهيد ابو مهدي المهندس وصحبه العراقيين الى العراق، كان حضوراً كبيراً، وكان موقف المرجعية والعلماء ثابتاً واكدوا على ضرورة طرد هذه القوات باسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. هذه التظاهرات اعطت زخماً كبير واعطت دفعةً قوية لمجلس النواب لاتخاذ مثل هذا القرار. لكن ان الولايات المتحدة الامريكية كما نعلم انها دخلت الى العراق بعد ان طردت عام 2011، ثم دخلت الى العراق ثانية بحجة مساعدة العراق في مواجهة الارهاب، وقامت بتشكيل اتحاد غربي ومجموعة من الدول الاخرى سُميت قوات التحالف لدعم القوات العراقية.

وتابع، اثناء المعارك في مدينة تكريت ( التي تعتبر معقل للبعثيين، وأيضاً معقل لداعش )، قام الحشد الشعبي بتحرير المدينة كاملة، وكان هذا النصر كبيراً وملهماً وهامّاً، ولا ننسى التعاون الكبير الذي تم بين اهالي مدينة تكريت مع الحشد، وبالمناسبة وكانت نسبة الدمار التي حلت بالمدينة على اثر الحرب لا تتجاوز 4%. اما بالنسبة الى مدينة الرمادي، التحالف الامريكي طلب من الحكومة العراقية ان يكون المسؤول عن تحريرها، في ذلك الوقت كانت حكومة العبادي التي كانت تتعاطف بشكل عام مع الامريكان، هذا التحالف الامريكي قام بعمليات قصف شديدة بالطائرات والمدفعيات والصواريخ على المدينة.

قال السيد محمد الحيدري ان قرار البرلمان العراقي باخراج جميع القوات الاجنبية من الاراضي العراقية وبالخصوص الامريكية منها جاءت تلبيةً لمطالب الشارع العراقي، واكد ان القوات الامريكية والمتأثرين بهم، انفقوا اموالاً كثيرة وقدّموا الدعم المالي ( خاصةً دول الخليج الفارسي ) لتغيير مسار التظاهرات وتغيير بعض القرارات السياسية في العراق والغاء قرار البرلمان العراقي 

واضاف، وقاموا بتحريرها ولكن نسبة الدمار التي خلّفتها القوات الامريكية في المدينة قد تجاوزت 85%. فالمدينة تحررت نتيجة هذا الدمار وهذا طبيعي جداً لانه لا يمكن لاي احد ان يسكن ويعيش في مثل هذه البيئة الغير قابلة للعيش، واطلقوا على انفسهم المنتصرين. وباعتراف الاخرين، ان الحشد الشعبي عندما كان يدخل الى اي منطقة كان يحرّرها باقل الخسائر على عكس قوات التحالف الامريكية التي كانت تسعى الى الابادة وليس التحرير. وهذه طبعاً نقطة قوة للحشد الشعبي، وأتى قرار البرلمان العراقي باخراج جميع القوات الاجنبية من الاراضي العراقية وبالخصوص الامريكية منها تلبيةً لمطالب الشارع العراقي.

واستطرد قائلاً: " الامريكان كانوا منزعجين من هذا القرار، وكانوا قلقين وخائفين من ان تقوم الحكومة العراقية بتنفيذ هذا القرار، وطالبت القوات الامريكية الاكراد الى الوقوف الى جانبهم ودعمهم لطلب تاخير تنفيذ هذا القرار. ان القوات الامريكية والمتأثرين بهم خاصةً عندما بدأت التظاهرات في العراق، انفقوا اموالاً كثيرة وقدّموا الدعم المالي ( خاصةً دول الخليج الفارسي ) لتغيير مسار التظاهرات وتغيير بعض القرارات السياسية في العراق والغاء قرار البرلمان العراقي الذي ينصّ على طرد القوات الامريكية من الاراضي العراقية، لكن بحمد الله فشلت هذه التظاهرات وهذا العمل الذي كانت الولايات المتحدة تسعى لتحقيقة بأموالٍ خليجية.

واكد السيد محمد الحيدري ان الصراع الامريكي العراقي مازال مستمراً، ولكن المؤشرات تشير الان الى توسّع ظاهرة رفض القوات الامريكية والضغط عليها من اجل خروج هذه القوات، ونرى ان تاريخ وموعد هذا الموقف قريب جداً باذن الله.

** انتصارات سليماني والمهندس

قال السيد محمد الحيدري ان ابو مهدي المهندس كان من بداية شبابه كان من المعارضين لنظام صدام وايضاً من الملتزمين بقيادة الامام الشهيد محمد باقر الصدر، وبدأ يعمل على مواجهة النظام البعثي آنذاك، حتى اضطر الى الخروج من العراق بعد ان كان هناك قرار بالقاء قبض عليه، واستمر في عمله الجهادي في دعم المجاهدين بشكل عام، وعندما كان مع التشكيلات الاوّلية للفيلق ( آنذاك لم يكن فيلق وانما كان فوج صغير وهو كان احد الاشخاص الموجودين ضمن التشكيل )، وتدرّج في العمل الجهادي من هذا الجانب، واكتسب خبرةً كبيرة لكونه مهندساً وباعتبار ما يمتلكه من امكانات ومؤهلات اكتسب خبرةً في الامور العسكرية واكتسب الرؤية العسكرية الثاقبة.

واكد انه في اجتماعات القادة العسكريين كان يتم دعوته للادلاء بنظره ولكي يتم التحاور معه في الخطط والمشاريع، وفي بعض الاحيان كان يطلب منه ان يقدّم النصائح. فقد كان كلّ من الجيش العراقي والشرطة واللجان الشعبية وحركات المقاومة والشعب العراقي منبهرين بهذه الروحية الموجودة عند ابو مهدس المهندس.

** انجازات قادة النصر

قال السيد محمد الحيدري: " اولاً الحاج ابو مهدي كان جزء من المنظومة العسكرية الجهادية ضد البعثيين الذين كانوا يقتلون العلماء والمثقفين والسياسيين، فهم الذين قتلوا الشهيد الصدر، ( الشهيد الصدر كان جزء من هذه المنظومة )، فالشهيد المهندس عمل وسعى لرفع الظلم عن الشعب العراقي. وعندما التحق في فيلق بدر هذا الفيلق الذي كان يمثل كل العراقيين آنذاك وكان يسعى الى اضعاف كل البعثيين في العراق، استطاع ان يحقق انتصارات كبيرة وهامة.

قال السيد محمد الحيدري يذكر موضوع اخراج القوات الامريكية حينها يذكر اسم ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني والمقاومة

اوشار السيد محمد الحيدري الى ان الشهيد البطل ابو مهدي المهندس كان جزء من هذه المنظومة التي تطالب باخراج وبمواجهة القوات الامريكية عندما احتلّت العراق في السابق وعلى ضرورة طردها للقوات الامريكية الحالية المتواجده على الارضي العراقية، ولهذا عندما يذكر موضوع اخراج القوات الامريكية حينها يذكر اسم ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني والمقاومة. ويذكر هادي العامري انه عندما كان وزيراً سافر ضمن وفد الى اليابان، واليابانيين ضمن هذه الزيارة سألوا الوفد العراقي: " كيف استطعتم ان تخرجوا القوات الامريكية من الاراضي العراقية؟ "، ونحن منذ سنة 1946 لم نستطع اخراج القوات الامريكية من العراق "، فاجابهم الوفد العراقي: " المقاومة الشعبية العراقية الكبيرة هي التي اخرجتهم ".

واكد السيد محمد الحيدري ان ابو مهدي المهندس مع اخوانه المجاهدين قدّموا للشعب العراقي خدمات كبيرة وهي القضاء على العناصر الارهابية والتكفيرية (داعش) وتحرير المدن التي كانت داعش تسيطر عليها، واخراج وطرد القوات الامريكية من الاراضي العراقية. الحاج ابو مهدي المهندس استطاع مع اخوانه المجاهدين ان يوحّد الحشد الشعبي وان يشكّل قوة عسكرية كبيرة، لذلك اتفق اعضاء مجلس النواب سابقاً على ان الحشد الشعبي يعدّ احد المجاميع العسكرية القوية. هذه القوة ( الحشد الشعبي ) اصبحت تمثّل صمام الامان للعراق وللشعب العراقي.

وذكر السيد محمد الحيدري انه بشكل عام يتم اعتبار الجيش والشرطة غير قادرين على المواجهة الواسعة او الحرب المفتوحة او حرب المدن، فكان وجود قوة كبيرة ( الحشد الشعبي ) تخاف على المصالح العراقية وعلى الشعب العراقي ضرورة ملحّة، واطمأن الشعب العراقي من بعد تشكّل الحشد الشعبي ووقوفه الى جانبهم. واستطيع ان اقول انه الى الان رغم ان رئيس الوزراء يميل الى الولايات المتحدة الامريكية لكنه الى الان يشعر ان وجود الحشد الشعبي يحفظ من انهيار العراق حكومةّ وشعباً بشكل كامل.

واشار الى انه في الفترة الاخيرة كان هناك اعمال ارهابية في محافظة ديالي طالت بعض العشائر والمناطق المحيطة بالمحافظة، خينها خرج رئيس الوزراء العراقي آنذاك ولم يكن وقتها من المؤيّدين للحشد لكنه اضطر الى ان يدعم الحشد ويطلب منه ان يتواجد بكثافة في المحافظة، وعدم ترك هذه المحافظة تتعرض للانهيار. فقام الحشد الشعبي بكل عزيمة واباء باخراج جميع عناصر داعش والتكفيريين والارهابين من المحافظة خدمةً للشعب العراقي وللمقدسات الاسلامية.

وقال السيد محمد الحيدري ان مدينة سامرّاء كادت ان تسقط، وكان للشهيد ابو مهدي المهندس دور اساسي في العملية العسكرية وفي التخطيط لتحرير المناطق من الارهابيين، وكذلك كان له دور هام في الحفاظ على المدن الكبرى والحفاظ على جميع المقدسات في البلاد.

** ازدياد قوة المقاومة بعد استشهاد قادة النصر

دماء الشهداء هي المحرك الاساسي للامة واستثمارها بشكل صحيح يعطي زخماً كبير للتقدم وللمواجهة وللحفاظ على حرمة الاسلام والمسلمين ويعطي قوة كبيرة للمقاومة وللمقاومين

قال السيد محمد الحيدري انه باعتقاداتنا الاسلامية ان دماء الشهداء هي المحرك الاساسي للامة، ولهذا عندما ننظر الى شهادة الامام الحسين رغم انها كانت مأساوية وكان الطاغية يزيد هو المهيمن والمسيطر على الدولة الاسلامية وقتله بهذا الشكل العنيف والمأساوي للامام الحسين وأصحابه وأولاده، واستثمار هذا الدم الذي سقط من قبل أئمّة آل البيت عليهم السلام والعلماء بشكل صحيح يعطي زخم كبير للتقدم وللمواجهة وللحفاظ على حرمة الاسلام والمسلمين، فبفضل دماء الشهداء الطاهرة لم يستطع الطواغيت السيطرة على البلاد، وبفضل هذه الدماء لم تباح اعراض المسلمين، فنحن مدينون لهذه الدماء.

وتابع، فالشهداء عندما سقطوا الامة خرجت لتشييعهم، هذه دلالة على الاستثمار الصحيح لهذه الدماء، وأيضاً التعاطف الكبير الان ( في الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس) والتجمعات في معظم مدن العراق وايران وسوريا واليمن وفلسطين ولبنان هذه ايضاً تعطي زخماً كبير لاستثمار هذا الدم ليعطي قوة كبيرة للمقاومة وللمقاومين، وهذا يعتبر ايضاً سر من اسرار الاسلام المحمدي الاصيل، فالمقاومة ستزداد قوة بفضل هذه الدماء في كل البلدان الاسلامية وخاصة في فلسطين.

واضاف انه نلاحظ في تاريخنا القريب استشهاد بعض الشخصيات البارزة من امثال الشهيد البطل عماد مغنيّة، وماذا اثرت هذه الدماء في حزب الله، وكيف استطاع حزب الله ان يصبح اقوى واشتدّت عزيمته لتحرير فلسطين، وماذا اثارت هذه الدماء في المقاومة الفلسطينية، وكيف كان لهذه الدماء الفضل الكبير في تحريك المشاعر الجهادية الدفينة في نفوس المقاتلين وشعوب المنطقة. وكما اكد السيد حسن نصرالله اننا لا نعتمد على الاشخاص وانما على المنهج الجهادي، فهذا المنهج هو الذي يعطي الزخم الكبير للمقتالين وللشعوب.

** الانتقام لدماء الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المنهدس

اخراج القوات الامريكية من المنطقة هي الرد القاسي على عملية الاغتيال الاجرامية الارهابية 

قال السيد محمد الحيدري ان الانتقام القاسي قادم لا محال، والشيء الاساسي الذي اصبحت اشاراته ودلالاته واضحة جداً ان اخراج القوات الامريكية من المنطقة هي الرد القاسي على عملية الاغتيال الاجرامية الارهابية، وهذا يتطلب عمل دؤوب ومستمر وبذل جهد كبير من دول المقاومة والشعوب واللجان الشعبية بالضغط تدريجياً على اخراج القوات الامريكية، فهذا ما تسعى اليه هذه الدماء وهذه التضحية التي ترفع من شأن المقاومة وتهدف الى الحفاظ على المنطقة وعدم تلاعب الامريكان بمصير شعوب المنطقة.

وتابع، ان ما يحققة محور المقاومة من انجازات وبطولات وفتوحات يسبب انهيارات في الاوضاع الامريكية والاوروبية ويسنن هشاشة بالعلاقات الدبلماسية بين بلدان المنطقة وهذا ما سعت امريكا بتجاوزه بقيامها بمساعدة دول المنطقة على التطبيع السياسي والدبلماسي مع الكيان الصهيوني لتظهر انها مازالت قوية وما زالت مسيطرة على المنطقة وعلى مستقبل هذه البلاد.

واكد السيد محمد الحيدري ان ما لم يدركه العدو جيداً ان هذا التطبيع للعلاقات ليس له اي تاثير على شعوب المنطقة التي ترى في اخراج القوات الامريكية من المنطقة وتحرير فلسطين من المحتل الصهيوني استرداداً للكرامة المهدرة، وضرورة ملحّة للحفاظ امن واستقرار البلاد.

** بناء دولة قوية ومتماسكة

قال السيد محمد الحيدري: " في تقديري يجب على العراقيين ان يؤكدوا على مفاهيم التضحية والفداء والجانب العقائدي وضرورة مساعدة الاخرين هذا من جانب ومن جانب اخر، يجب تقوية روح الارادة لدى كل من الشعب العراقي وشعوب المنطقة باكملها، هذه الارادة القوية هي التي تصنع النصر للشعوب وللبلدان، هذا الجانب نجدة في الجمهورية الاسلامية بشكل عام، حيث نجد هناك تصميم عند القادة والعلماء وعند الشخصيات العسكرية وغير العسكرية ( الشخصيات الدبلماسية والسياسية والاجتماعية وغيرها من الشخصيات )، هذا التصميم يتمحور حول القضية الفلسطينية وكيفية تحرير هذه الارض المقدسة وكيفية طرد القوات الامريكية والغربية من المنطقة، وتحقيق النمو والازدهار والتقدم لشعوب وبلدان المنطقة ".

وتابع، هذه الارادة هي التي استطاعت ان تبني الجمهورية الاسلامية الايرانية رغم الحصار والحظر الجائر على  ايران، ونحن ايضاً نحتاج الى تقوية هذه الارادة لنتمكّن من بناء دولة قوية ومتماسكة.

 

 

ارسال تعليق