بزشکیان: الشعب الإیرانی لن یهان أبدًا

وقال الرئيس: "اليوم، بعض الدول تعتقد أن إيران أصبحت ضعيفة وأنها تستطيع الضغط عليها، لكن ما لا يفهمونه هو أن الشعب الإيراني لن يهان أبدا".

startNewsMessage1

وبحسب وكالة أنباء عاشوراء، نقلاً عن وكالة مهر للأنباء، صرّح مسعود بيزكيان مساء السبت في لقاء مع مجموعة من المتبرعين ومسؤولي المؤسسات الخيرية: "أشعر معكم بالحزن والفخر. حزنٌ لأن الناس ما زالوا يعانون من مشاكل، وفخرٌ لأن النبلاء والمحسنين يبذلون قصارى جهدهم لحل مشاكل الناس".

وفي إشارة إلى دور المانحين في تطوير البنية التحتية الاجتماعية، قال الرئيس: "المسألة ليست في امتلاك الحكومات للمال أم لا، بل في ثقتها بالشعب أم لا!". خلال فترة دراستي الجامعية، عندما كنا مسؤولين عن صحة الشعب، كانت محافظتنا في وضع غير ملائم من حيث المرافق الصحية والطبية، وكانت من بين المحافظات الأخيرة من بين المحافظات الأربع والعشرين. لم يكن لدينا مالٌ كافٍ، وكانت اعتماداتنا محدودة، لكننا لم نكن نرغب في قبول فكرة استحالة خدمة الشعب.

وفي معرض إشارته إلى التجارب الناجحة في مجال المشاركة الشعبية، قال بيزيزكيان: عندما كنا نواجه مشاكل صحية وطبية في المحافظة، لم يتبادر إلى أذهاننا سوى الثقة بالشعب. وقد ساهم في هذا الاتجاه أصحاب النوايا الحسنة، وحتى العمال والقرويين، كل من استطاع. وقد ساهم بعض كبار المحسنين برؤوس أموالهم، بينما ساهم آخرون بقوتهم العاملة، ونتيجة لذلك، تم في غضون ستة أشهر بناء 613 مركزًا صحيًا، وإنشاء ما بين 300 و400 مركز آخر.

 

الدور المميز للمحسنين في بناء المستشفيات

 

وأضاف الرئيس، مشيرًا إلى الدور المميز للمحسنين في بناء المستشفيات: "بُني مستشفى مرداني آذر، بسعة 500 سرير، والذي يُعد اليوم أحد أهم المراكز الطبية في المنطقة، بجهود واستثمار مباشر من المرحوم مرداني آذر. كما بنى خير نوباري مستشفى متخصصًا في علاج السرطان على نفقته الخاصة. وتُعد هذه المستشفيات، التي تخدم اليوم مئات المرضى، مثالًا على أثر المشاركة الشعبية في معالجة النقص الصحي والطبي في البلاد". أكد بيزيزكيان أن الحكومة وحدها لا تستطيع حل جميع المشاكل، قائلاً: مسؤوليتنا تحتم علينا إيجاد حلول تلبي احتياجات الشعب. لا يمكننا انتظار محسن أو اثنين ليبادرا ببناء مدرسة أو مستشفى. هذا الرأي بعيد كل البعد عن واقع التنفيذ. يجب أن نؤمن بإمكانية تحقيق إنجازات عظيمة بمشاركة الشعب ودعم المؤسسات الشعبية.

وفي إشارة إلى زيارته لسيستان وبلوشستان وضرورة تسريع تطوير البنية التحتية التعليمية في المحافظة، قال الرئيس: خلال تلك الزيارة، قال السيد مهدوي إن بناء هذه المدارس سيستغرق 40 عامًا، لكن ردنا كان أن هذه المدارس ستُبنى العام المقبل، لأننا نملك الشعب ونؤمن بقدرته على ذلك. واليوم، يجري تنفيذ هذه المشاريع، ونواصل متابعتها لنتمكن من تعزيز التواصل مع الشعب والحصول على مساعدته لتحقيق هذا الهدف العظيم.

أهمية دور الشعب في تطوير التعليم

أكد الأطباء على أهمية دور الشعب في تطوير التعليم، مشيرين إلى أنه إذا وثقنا بقوة الشعب ومشاركته، فسيتم حل العديد من المشاكل التي نواجهها اليوم في أسرع وقت ممكن. نسعى جاهدين لوضع أطفالنا على الطريق الصحيح. يجب ألا يضل أطفال هؤلاء الناس الشوارع ويعانون من المشاكل والأضرار الاجتماعية. إذا عززنا التعليم، فسيتم حل العديد من المشاكل الاجتماعية تلقائيًا.

وفي إشارة إلى عواقب إهمال التعليم، قال الرئيس: إذا فشلنا في تعليم جيل المستقبل، فسيكون لدينا مجتمع مليء بالتحديات التي يصعب إدارتها، ولكن إذا استثمرنا في التعليم اليوم، فسنصنع مستقبلًا مختلفًا للبلاد.

وأشار الأطباء إلى أن مصير البلاد في أيدي هؤلاء الأطفال. إذا علمناهم بشكل صحيح، فسيكون لدينا مستقبل مشرق، ولكن إذا أهملنا مسؤوليتنا تجاههم، فستتضاعف مشاكل اليوم.

أشار الرئيس إلى دور الشعب في إدارة الأزمات وإدارة شؤون البلاد، قائلاً: على مر التاريخ، كان الشعب هو من صمد في أصعب الظروف. خلال الحرب، كان الطلاب هم من تركوا دراستهم وذهبوا إلى الجبهات. لقد أدار هؤلاء الناس الحرب، وبذل الباسيج والحرس الثوري والجيش جهودًا كبيرة، لكن القوة الحقيقية كانت في أيدي الشعب. لا يمكن لأي قوة، حتى لو كان العالم كله يدعمها، أن تهزم الشعب. اليوم، تعتقد بعض الدول، مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، أن إيران أصبحت ضعيفة وأنهم يستطيعون الضغط عليها، لكن ما لا يفهمونه هو أن الشعب الإيراني لن يُهان أبدًا. إذا كان لدينا التعاطف والوحدة، يمكننا التغلب على جميع المشاكل وبناء البلاد.

أكد بيزيزكيان على دور التعليم والصحة في تنمية البلاد، قائلاً: "البنى التحتية المادية لا تقل أهمية عن المباني، لكن جوهر الأمر مختلف تمامًا. عندما كنا نبني المراكز الصحية، لم يكن همنا الوحيد بناء مبنى، بل كنا نبحث عن كيفية إدارة النظام، وكيفية تقديم الخدمات، وكيفية صياغة البرامج بشكل صحيح. قضينا سنوات في تدريب الموارد البشرية، وتحسين أساليب الإدارة، وإصلاح أساليب تقديم الخدمات".

وفي إشارة إلى ضرورة إحداث تحول في نظام التعليم، أشار الرئيس إلى أن: "اليوم، في مجال التعليم، تعمل فرق على إصلاح أساليب التدريس الجديدة وأساليب نقل المعرفة والمهارات والمعتقدات للطلاب. ويتم الاستعانة بأساتذة الجامعات والخبراء في مجال التعليم لتصميم أساليب أكثر فعالية للتعليم العلمي والمهاري والمعتقدي".

 

نظرة خاطئة لمفهوم النخبة

 

وانتقد ميديسيان النظرة الخاطئة لمفهوم النخبة، قائلاً: "ما الفائدة إذا كان تعليمنا يقتصر على إنتاج المعرفة دون التزام اجتماعي؟" ما قيمة تعليم نخبة لا تُفكّر في شعبها؟ اليوم، يُفكّر العديد من الطلاب في الهجرة منذ بداية دراستهم. إنّ مجرد التفكير في مغادرة البلاد دون الشعور بالانتماء إلى هذه الأرض وهذا الشعب هو نتيجة خلل في النظام التعليمي.

وأكّد الرئيس على الدور التعليمي للمدارس، قائلاً: يجب على مدارسنا أن تُعلّم طلابًا يمتلكون، بالإضافة إلى المعرفة والمهارات، الالتزام والإيمان. من وصل إلى مكانة مرموقة على حساب هؤلاء الناس، لا ينبغي أن يُفكّر في الهجرة فقط، بل يجب أن يشعر بالمسؤولية ويسعى جاهدًا من أجل وطنه وشعبه.

وأشار ميديسيان إلى أنّه يجب أن يعمل التعليم بطريقة تُؤثّر، بالإضافة إلى نقل المعرفة، على سلوك الطلاب ومواقفهم. نحن نعمل على هذه القضايا، لكن هذه العملية تستغرق وقتًا. من المهم أن نُحدّد بدقة أين يجب إصلاح المسار وكيف يُمكننا توجيه التعليم نحو اتجاه علمي وعملي، قائم على الالتزام والمسؤولية الاجتماعية.

أكد الرئيس على أهمية ضمان صحة الشعب ورفاهيته، قائلاً: "أقضي معظم وقتي في القضايا المتعلقة بصحة الشعب ورفاهيته، لأنها مسؤوليتنا الرئيسية. علينا أن ننظر إلى جميع الناس بنفس المنظور وأن نوزع الخدمات بشكل عادل. لا ينبغي أن نركز المرافق فقط في المناطق التي يتمتع فيها الناس بالفعل بدعم عائلي ومالي واجتماعي. نحن مسؤولون في المقام الأول عن أولئك الذين لا أحد لهم، وعن المناطق المهمشة وغير المرئية".

وفي إشارة إلى التحديات الإدارية في البلاد، أشار الأطباء إلى أن مدى إمكانية حل المشكلات في فترة زمنية معينة يعتمد على قرارات الإدارة. من منظور علمي وإداري، ما الذي كان بإمكاني فعله ولم أفعله حتى الآن؟ الإجابة واضحة؛ على الرغم من كل العقبات، بذلنا قصارى جهدنا لإبقاء طريق الخدمة مفتوحًا. مع هذه الاختلافات والصراعات، ما زلنا ننادي بالتكاتف، ولكن بدلاً من ذلك، يسعى البعض فقط إلى ترسيخ الفشل. حتى لو فشلنا مئة مرة، ما دمنا على قيد الحياة، سنبني البلاد بوحدة داخلية وعلاقات صحية مع جيراننا. ضرورة التضامن الوطني

أكد الرئيس على ضرورة التضامن الوطني، قائلاً: هذا هو إيماننا وقناعتنا، وسنعمل على أساسه. حتى لو دمرنا الآخرون، سنمد لهم يد العون، لأن بناء الوطن لا يتم إلا بالوحدة والتعاون. لا أستطيع بناء هذا الوطن بمفردي، ولكن بتضافر الجهود، لن تبقى أي مشكلة مستعصية على الحل. جميع المشاكل المطروحة هنا يمكن حلها بمشاركة الشعب. إن احترام الشعب وفتح المجال لمن يرغب في المساعدة مبدأ مهم لا ينبغي إغفاله.

وفي إشارة إلى خبرته في إدارة المشاريع التنموية والطبية، قال بيزيزكيان: "لم آتِ إلى هنا لإلقاء خطابات انتخابية، ولا أطلب أصواتًا من أحد. مشاكل الشعب هي همي الرئيسي. لا أتوقع من أحد أن يأتي ويفعل كل شيء، ولكن إذا ساهم الجميع بقدر استطاعتهم، يمكننا حل العديد من المشاكل".

أكد الرئيس على دور المشاركة الشعبية في تنمية البلاد، قائلاً: "لا يمكننا الانتظار حتى اكتمال البنية التحتية التعليمية والطبية للبلاد خلال 40 عامًا. إذا لم نتحرك اليوم، فسيكون الغد متأخرًا جدًا. في الماضي، وبدون دعم مالي حكومي، بنينا المدارس والمستشفيات والمراكز الطبية بمشاركة الشعب. أعتقد أننا قادرون على تحقيق ذلك، وسنفعله الآن".

في معرض حديثه عن تجربة بناء المراكز الصحية في المناطق المحرومة، قال بيزيزكيان: "عندما بُنيت المراكز الصحية، كان هناك عامل بناء، وآخر عامل بناء، وآخر جراره، وفي النهاية، ما استغرق عامين بُني في ستة أشهر فقط. خلال الفترة نفسها، بُني أكثر من 900 مركز صحي، ولو تم إنجاز هذا العمل بتمويل حكومي فقط، لما أُنجز سوى 10 مشاريع فقط".

وأشار الرئيس إلى أن البلاد ستُبنى بهذه الروح من المشاركة والتعاطف. إذا أشركنا الشعب في مسيرة التنمية، فلن يوقفنا أي عائق.

ولخص بيزيزكيان المواضيع التي نوقشت في الاجتماع مع المانحين ومسؤولي المؤسسات الخيرية، قائلاً: "إن مسؤوليتنا اليوم، سواء في مجال الصحة أو الإسكان أو غيرها من الاحتياجات الأساسية للشعب، تتطلب منا البحث باستمرار عن حلول عملية. المسألة ليست في وجود مشاكل، بل في كيفية إيجاد الحلول واتخاذ الإجراءات اللازمة".

ضرورة الإرادة والالتزام في حل مشاكل البلاد

أكد الرئيس على ضرورة الإرادة والالتزام في حل مشاكل البلاد، قائلاً: من أراد فعلاً حل مشاكل الشعب، فلا عوائق أمامه. اليوم، جميع المحافظين والمديرين التنفيذيين على استعداد للتعاون. من عزم على الخدمة سيجد الطريق، حتى لو واجه عقبات. من يشعر بمعاناة الشعب سيجد الحل أيضاً. إذا وُجدت عقبة في الطريق، يمكنه تجاوزها، أو تجاوزها، أو إيجاد طريقة جديدة للتغلب عليها.

وفي إشارة إلى دور إدارة الألم في إدارة البلاد، قال بيزيزيان: إن الشعور بالألم يعني وجود دافع لحل مشاكل الشعب. الشخص العزيز الذي وقف خلف المنصة اليوم وشعر بالألم هو شخص لمس آلام الشعب. نحن بحاجة إلى مثل هؤلاء في إدارة البلاد. يقول سعدي ببلاغة:

أبناء البشر أعضاء بعضهم البعض

إنهم جوهرة واحدة في الخلق

إذا ألمّ الزمن بأحدهم،

فإنّ الأعضاء الآخرين لا يُهمَلون

وأشار الرئيس، مستشهدًا بهذه القصيدة، إلى أنه: إذا لم نستطع الشعور بآلام الشعب، فلن ندّعي الإنسانية. لسنا هنا لنتبوأ مناصب، بل نحن هنا لحل المشاكل بأفضل ما نستطيع. إذا أردنا الوصول إلى السلطة والمنصب، ونتجاهل آلام الشعب، فلا قيمة لهذه السلطة.

واختتم بيزيزيان كلمته مؤكدًا: طوال هذه السنوات، نسير على درب الخدمة بإيمان ويقين. هدفنا الوحيد هو العمل من أجل الشعب، لا غير. وما دمنا في هذا المنصب، فإن واجبنا هو العمل على حل مشاكل الشعب، ولن نتهرب من هذه المسؤولية حتى اللحظة الأخيرة.

 

ارسال تعليق