وبينما يسعى ترامب إلى خفض صادرات إيران من البتروكيماويات إلى الصفر من خلال فرض عقوبات على نقل البتروكيماويات، تظهر الدراسات أن الدول التي تشتري المنتجات البتروكيماوية الإيرانية قد نمت.
وبحسب ما نقلت وكالة مهر للأنباء عن عاشوراء، فإنه مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كما كان متوقعا، بدأت الجولة الجديدة من العقوبات الأمريكية على قطاع تصدير النفط والبتروكيماويات الإيراني. أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تومي بروس أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على 16 كيانًا وسفينة، في حين فرضت وزارتا الخارجية والخزانة عقوبات مشتركة على 22 فردًا آخر و13 سفينة. وعندما ندرس هذه العقوبة؛ نرى أن الولايات المتحدة سعت إلى فرض عقوبات على الخدمات اللوجستية لصادرات النفط والبتروكيماويات الإيرانية.
وفي وقت سابق، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مستهدفة تتعلق بقطاعي النفط والبتروكيماويات الإيرانيين في قرارها المؤرخ 11 أكتوبر 2024.
وفي هذا الصدد، لوحظ مؤخراً في الفضاء الإلكتروني أن محمد رضا حيدر زاده، الرئيس التنفيذي لإحدى وحدات البتروكيماويات في البلاد، فيما يتعلق بالعقوبات البتروكيماوية التي فرضتها الولايات المتحدة؛ وقال إنه في العامين الماضيين، وعلى الرغم من العقوبات التي حدثت في صناعة البتروكيماويات، كان جهدنا ينصب على تطوير أسواق التصدير.
وقال: مع تطور أسواق التصدير من خلال البيع المباشر منذ عام 1401هـ، بلغ عدد أسواقنا 16 دولة، وفي عام 1402- 23، وبنهاية 8 أشهر من عام 1403هـ، بلغ عدد الأسواق 32 دولة.
ورغم أن إيران من الدول المنتجة للمنتجات البتروكيماوية ويستخدم جزء من هذه المنتجات داخل البلاد، إلا أن المشكلة تكمن في أنه من خلال تصدير المنتجات البتروكيماوية المختلفة واستيراد العملات الأجنبية الناتجة عن تصدير هذه المنتجات، يمكن التحكم في جزء من ميزانية البلاد بالعملة الأجنبية.
ومن هذا المنطلق، فإن واردات البتروكيماويات تخضع دائمًا للرقابة من قبل البنك المركزي.
نمو صادرات إيران من البتروكيماويات هذا العام
وفي هذا الصدد قال الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لصناعة البتروكيماويات مؤخرا إن إجمالي صادرات صناعة البتروكيماويات خلال 11 شهرا من العام الجاري بلغ نحو 12 مليار دولار، تم توريد منها 9 مليارات و140 مليون دولار.
وأضاف: تقديراتنا هي أنه في شهر مارس، سيبلغ دخل صناعة البتروكيماويات في البلاد من العملات الأجنبية حوالي 800 مليون إلى مليار دولار، وسيصل إجمالي صادرات صناعة البتروكيماويات هذا العام إلى 13 مليار دولار.
وأشار عباس زاده: إن التناقضات في الأرقام المعلنة بشأن قيمة الصادرات وكمية العملات الأجنبية المدخلة ترجع في معظمها إلى الاختلافات بين أرقام البنك المركزي والإعلان الذاتي لشركات البتروكيماويات، ومن المحتمل أن يكون أحد أسباب التباين مرتبطًا بالمنتجات البتروكيماوية التي تصدرها شركات مختلفة لا تخضع لرقابة الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية. يكون
وتابع: وفي هذا الصدد، يعد الوصول إلى نظام التداول لسوق العملات التجارية لمركز صرف الذهب والعملات الإيراني أمرًا ضروريًا وضروريًا للشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية حتى يمكن إنشاء ومراقبة أداء شركات البتروكيماويات في الوقت المناسب وتوفيرها في أسرع وقت ممكن.
وقال نائب وزير النفط: لهذا الأمر تم إجراء المراسلات والمتابعات اللازمة مع الجهات المعنية بوزارة الأمن والبنك المركزي، ومن المتوقع بالتعاون مع البنك المركزي أن يتم الوصول إلى الشركة الوطنية لصناعة البتروكيماويات في أقرب وقت ممكن.
وقال حسن عباس زاده، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لصناعة البتروكيماويات: إن رصد النقد الأجنبي الناتج عن تصدير صناعة البتروكيماويات منذ عام 2017 يعتمد على خطة يتم إعدادها وإرسالها إلى البنك المركزي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بداية كل عام بالتنسيق مع الشركات، بناءً على خطة التنبؤ لإنتاج كل مجمع ومبيعات وتوريد الاحتياجات المحلية والتصديرية والنقد الأجنبي لكل شركة، بما في ذلك توريد المواد الكيميائية والمحفزات وقطع الغيار وتنفيذ المشاريع في الوطنية للبتروكيماويات شركة الصناعات الكيماوية.
وأضاف: إن العملة الأجنبية المتحصل عليها من الصادرات عدا المبالغ التي تستخدم في توفير المواد الكيميائية والمحفزات وقطع الغيار وتنفيذ المشاريع بأمر التسجيل والرقابة لدى الشركة الوطنية لصناعة البتروكيماويات، متاحة مباشرة للجهاز المصرفي بناء على الآليات والترتيبات التي يصدرها البنك المركزي على شكل تعاميم مختلفة، من خلال نظام نعمة ومن أول فبراير في مركز صرف الذهب والعملة، كما يعتمد البنك المركزي أيضا على أولويات وسياسات الصرف الأجنبي يستخدمونها
مبيناً أنه "في هذا الصدد، قامت الشركات العاملة في صناعة البتروكيماويات، وبإشراف مباشر من الشركة الوطنية لصناعة البتروكيماويات، بإعادة النقد الأجنبي الناتج عن الصادرات إلى الدورة الاقتصادية للبلاد وفقاً لآخر تعليمات وتوجيهات البنك المركزي"، وقال: إن أداء الصادرات وضخ العملات الأجنبية الناتجة عنها في الدورة الاقتصادية للبلاد في الـ 11 شهراً الأولى من عامي 1403 و1404 يساوي تقريباً 9 مليارات ومائة وأربعين مليون دولار، وهو ما لا يظهر أي تغيير .
وأضاف: بالطبع هناك تغيرات طفيفة في كمية الصادرات في الأشهر المختلفة من بداية شهر أبريل وحتى نهاية شهر فبراير 1403هـ مقارنة بنفس الأشهر من العام الماضي، وهو أمر لا مفر منه في ظل مشاكل ومعيقات التصدير، بما في ذلك العقوبات الأحادية والقاسية. والنقطة المهمة هي أن أداء صناعة البتروكيماويات بأكملها من حيث الصادرات خلال أحد عشر شهرًا لم يتغير عن العام الماضي.
ولا يستطيع ترامب تعطيل تصدير المنتجات البتروكيماوية الإيرانية
كما صرح سيد حامد حسيني، عضو غرفة التجارة المشتركة الإيرانية، بأن عودة ترامب إلى ساحة السلطة الأمريكية لا تشكل مصدر قلق بالنسبة لنا، القلق الوحيد هو أن سلوكه لا يمكن التنبؤ به وغير دبلوماسي. ليس إيران وحدها، بل أيا من دول العالم ترحب بانتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وأضاف المتحدث باسم اتحاد مصدري النفط والغاز والمنتجات البتروكيماوية: التعليق على تأثير ترامب على الاقتصاد الإيراني يعتمد على توضيح بعض جوانب هذه القضية. وببساطة، فإن نهجه تجاه إيران وتكوين صناع سياسة ترامب ومستشاريه من بين الأشياء التي تزيد أو تقلل من تأثير الاقتصاد الإيراني على هذه القضية.
وأوضح هذا العضو في الغرفة التجارية الإيرانية العراقية المشتركة عن احتمال تأثر التفاعلات الاقتصادية بين طهران وبغداد بوجود ترامب في البيت الأبيض: هذه القضية لن تؤثر على العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق. وحاليا تم توقيع عدة اتفاقيات أو مذكرات تفاهم بين الطرفين في مختلف المجالات الاقتصادية، إضافة إلى أن إيران والعراق بحاجة ماسة لبعضهما البعض في بعض المجالات مثل صادرات الكهرباء والغاز.
وأجاب حسيني على سؤال ما إذا كان وجود ترامب في البيت الأبيض يمكن أن يؤثر على تصدير المنتجات البتروكيماوية وموارد النقد الأجنبي من صادراتها؟ قال: لا؛ ولن تتأثر منتجات هذا المجال سلباً. ولم يصاحب تصدير المنتجات البتروكيماوية الإيرانية إلى دول أخرى مشاكل خطيرة حتى خلال الولاية الأولى لرئاسة ترامب.
النقطة المهمة هي أنه على الرغم من أن العقوبات على تصدير المنتجات البتروكيماوية لم تكن فعالة، إلا أنه على ما يبدو، فإن استيراد قطع الغيار والمعدات التي تحتاجها صناعة البتروكيماويات واجه مشاكل، لذلك اتخذت بعض المجمعات البتروكيماوية إجراءات لتصنيع هذه الأجزاء داخلها للتخلص من هذه المشكلة.
وفي هذا الصدد، قال حيدر زاده الرئيس التنفيذي لأحد مجمعات البتروكيماويات المنتجة للبوليمر في البلاد، إنه بعد فرض العقوبات، تم تشكيل لجنة للاكتفاء الذاتي ومركز للابتكار، وتمكنت هذه اللجنة بالتعاون مع مختلف الشركات والمراكز المعرفية والجامعات، بما في ذلك مختلف إدارات وزارة الدفاع، من تصميم الخطة الأولية والحزمة الفنية وتصنيع أكثر من 6000 قطعة.
وقبل ذلك أيضاً، كان المسؤولون السابقون في الشركة الوطنية لصناعة البتروكيماويات قد أعلنوا عن تشكيل لجان متخصصة للتصنيع الداخلي في وحدات البتروكيماويات، وبهذا التحرك بحلول عام 1405هـ سيكون من الممكن تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج جزء كبير من المعدات التي تحتاجها صناعة البتروكيماويات.
ارسال تعليق