أدى الانخفاض الكبير في هطول الأمطار واختلال توازن موارد المياه والكهرباء إلى دق ناقوس الخطر بشأن أزمة في البلاد. ووفقًا لوزارة الطاقة، انخفض معدل هطول الأمطار في بعض المناطق بنسبة تصل إلى 40%، وتشير التوقعات إلى استمرار هذا الاتجاه في الأشهر المقبلة.
وفقًا لوكالة أنباء عاشوراء، نقلاً عن وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، فإنّ وضع موارد المياه لم يُشكّل تحديًا لإمدادات مياه الشرب في المدن المكتظة بالسكان فحسب، بل زاد أيضًا من الضغط على موارد المياه في القطاع الزراعي. في غضون ذلك، يعتقد الخبراء أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الخلل هو ضعف كفاءة إنتاج واستهلاك المياه والكهرباء. والسؤال المطروح الآن: ما هي خطة الحكومة والجهات المسؤولة للتعامل مع هذه الأزمة؟
جفاف غير مسبوق وتهديد لإمدادات مياه الشرب
أعلن محمد جوانبخت، نائب وزير الطاقة لشؤون المياه والموارد المائية، في معرض إشارته إلى الانخفاض الكبير في هطول الأمطار، أن هذا الوضع تسبب في جفاف حاد للغاية، وجعل إمدادات مياه الشرب والمياه الزراعية صعبة في محافظات مثل طهران وخوزستان وأصفهان.
أشار إلى أن متوسط انخفاض هطول الأمطار كان يزيد عن 50% حتى الأيام الثلاثة الماضية، لكن مع هطول الأمطار الأخيرة، وصل هذا الرقم إلى 40%، وقال: "تشير التوقعات إلى أن شح الأمطار سيستمر في الأشهر المقبلة، وهذه الظروف تتطلب إدارة الموارد المتاحة وتطبيق سياسات فعّالة لمواجهة الأزمة". وأضاف أن إدارة الاستهلاك هي الحل الوحيد للتغلب على الأزمة.
بالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بانخفاض هطول الأمطار واختلال توازن الموارد المائية، أكد المتحدث باسم قطاع المياه في البلاد على ضرورة تغيير نهج استهلاك المياه. وفي معرض إشارته إلى أهمية إدارة الموارد المائية، قال فيروز بزرغزادة: "إن حدوث عام ممطر عادي وسط سنوات جفاف متتالية يمكن أن يساعد في تخزين المياه في الخزانات السطحية والجوفية، لكن هذا وحده لا يكفي، ونحن بحاجة إلى إدارة ذكية للاستهلاك".
وحذر من السحب المفرط للمياه الجوفية، قائلاً: "هذا لا يؤدي فقط إلى تملح المياه وتلوثها، بل يهدد أيضًا استقرار طبقات المياه الجوفية". أي زيادة في سحب هذه الموارد يجب أن تتم بدراسات متخصصة دقيقة.
وخاطب بزرگ زاده المواطنين، مؤكدًا أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو ترشيد استهلاك المياه. يجب على مستهلكي المدن والقطاع الزراعي والصناعي تغيير أنماط استهلاكهم. في القطاع الزراعي، من الضروري تطبيق نمط زراعة مناسب لظروف الجفاف وتقليل المساحة المزروعة بالمحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه.
كما حذّر من الحلول السطحية وغير الصحيحة، قائلاً: إن حفر آبار جديدة أو زيادة سحب المياه الجوفية لن يحل مشكلة نقص المياه فحسب، بل سيفاقم الأزمة أيضًا. الحل الوحيد هو تعاون المواطنين وتقبل حقيقة نقص المياه.
الحاجة إلى إدارة الاستهلاك واتخاذ التدابير الوقائية
في ظل الوضع الراهن، يُشدد الخبراء على ضرورة إدارة الاستهلاك وتنفيذ برامج طويلة الأجل لزيادة إنتاجية الموارد. ويُعدّ تقليل هدر المياه في شبكات التوزيع، وتحسين الاستهلاك في القطاع الزراعي، وزيادة كفاءة محطات توليد الطاقة من بين التدابير التي يُمكن أن تُسهم في تحسين الوضع.
في ظلّ مواجهة البلاد لجفاف شديد واختلالات في إمدادات المياه والكهرباء، يُمكن أن يكون دعم الشعب في إدارة الاستهلاك وتطبيق التدابير الحكومية مفتاحًا للتغلب على هذه الأزمة.
ارسال تعليق