سیاسات العملة الخاطئة المبنیة على أسباب غیر سوقیة للتضخم

عضو اللجنة الاقتصادية للمجلس الإسلامي ردا على تصريحات إرزي لرئيس البرلمان، قرأ هذه التصريحات بأنها خاطئة ووصف سيطرة هذا المناخ الفكري على الاقتصاد الإيراني بأنها السبب الرئيسي للتضخم المستمر في عام 1969 حتى الآن.

startNewsMessage1

وبحسب ما نقلت وكالة تسنيم الإخبارية عنه، فقد قال رئيس المجلس الإسلامي قاليباف، مؤخرا، في بيان بشأن سعر الصرف: "هذا الشيء الذي يباع ويشترى الآن هو طلب سوق وهو يتم فعلا...، سعر الصرف متغير من اقتصادنا الكلي والعملة نفسها لها سوق...، عندما يكون هناك طلب على العملة وهذا الطلب يرفع سعر العملة، فهذا يعني أن هناك مشكلة في اقتصادنا الكلي".

وأضاف: "إذا أعلنا سعر العملة بـ 60 ألف تومان، لكن سعرها 90 ألف تومان في السوق، (من المنطقي أنك) تستبدل عملتك بـ 90 ألف تومان".

كما أشار في النهاية إلى أن "الفرق بين التضخم المحلي والأجنبي (تعادل القوة الشرائية) يحدد سعر العملة في عملية السنة الواحدة".

انتقادات عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان لتصريحات رئيس مجلس النواب العملة

وقال حسين سامسامي، عضو كلية الاقتصاد بجامعة الشهيد بهشتي وعضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، ردا على تصريحات رئيس مجلس النواب حول العملة: معظم ما قلته في مجال الاقتصاد، وخاصة العملة، يرتكز على الحجج التالية. أقترح عليكم تغيير مستشاريكم الاقتصاديين واستبدال القسم الاقتصادي في مركز أبحاث المجلس بأشخاص قادرين وذوي معرفة.

1- ماذا تقصد بسوق العملات؟! في الاقتصاد، لـ«السوق» تعريف محدد، والضبابية التي نشهدها في مجال العملة، لا تتمتع بخصائص «السوق الكفؤة» لتحديد «سعر الصرف المناسب» للاقتصاد الإيراني.

2- معظم موردي العملة في هذا السوق المعطل هم من لا يريدون توريد عملتهم بالسعر الرسمي (البتروكيماويات وشركات الصلب وغيرها) وأكثر من 95% من هذا السوق السوداء هم موردو موارد التهريب وهروب رؤوس الأموال والمضاربات والمعطلين الاقتصاديين.

لذلك، فإن طلباتك (فيما يتعلق بعدم توريد العملة بمعدل 60.000 تومان) هي في الأساس تأكيد للأنشطة غير المشروعة وغير القانونية للموردين والمشترين في هذا السوق المضطرب.

3- بشكل عام، في الاقتصاد، هناك فئتان من العوامل "أ: العوامل الأساسية والأساسيات" و"ب: التوقعات" فعالة في تحديد سعر الصرف الاسمي، وقاعدة هذه النماذج تعتمد على تعادل القوة الشرائية، بالطبع، بشرط أن يكون لدينا "سوق فعال" ومن ثم يمكننا أن نأخذ المساعدة من هذه النماذج في تحليل السلوك المتغير لسعر الصرف. وبما أنه ليس لدينا "سوق فعال" مع سياسات العملة الخاطئة هذه في الاقتصاد، فلا يمكننا الاعتماد على هذه النماذج في تحليل العملة. وما يؤثر بشكل رئيسي على سعر الصرف في سوق التهريب الحرة هو توقعات الجهات المخربة والتوجهات الخاطئة لمسؤولي الدولة (في ظل الوضع الدولي الحالي والحرب الاقتصادية)، وهو ما يؤثر بشكل غير مقصود في اشتداد توقعات الأسعار.

4- الحادثة التي تسببت في إقالة أغلبية النواب الكرام للسيد همتي هي التحليل الخاطئ الذي قال "لأن سعر الصرف في سوق التهريب الحر أعلى من سعر الصرف الرسمي لذلك يجب إلغاء الإيجار وجعله سعرا واحدا من خلال رفع سعر سعر الصرف الرسمي إلى السوق الحرة".

لذلك، في سبتمبر من هذا العام، وبدعم وضغط من السيد همتي، ارتفع سعر الصرف الرسمي من 44000 إلى أكثر من 67000 تومان وارتفع سعر الصرف في السوق الحرة للتهريب من 58000 إلى أكثر من 93000 تومان، مما حفز بشكل كبير التوقعات التضخمية في السوق. ونحن نشهد استمرار العملية الماضية.

5- قال فخامتكم "عندما يكون الدولار 90 ألف تومان في السوق، فإن الإنسان لا يبيع عملته بـ 60 ألف تومان"، هل توافقون الآن على أن العملة الرسمية (نيماي، التجارية) التي يتم بها أكثر من 60% من واردات البلاد ويتم تسعير كافة الموارد الوطنية بهذا المعدل، ينبغي زيادتها إلى 90 ألف تومان؟! هل تعتقدون أن سعر السوق الحر سيبقى عند 90 ألف تومان ولن يصل إلى 150 ألف تومان؟ ألن تقول مرة أخرى بعد فترة: "من الطبيعي أن يبيع المصدر العملة بـ 150 ألف تومان، و90 ألف تومان رخيصة". و...؟ إلى متى يجب أن تستمر هذه العملية؟

فهل تعلمون أنه منذ عام 1369م تم تنفيذ هذه العملية الخاطئة والتدمرية بنفس الطريقة وارتفعت عملة الـ 7 تومان إلى 70 ألف تومان (أي 10 آلاف مرة أو ما يعادل مليون بالمائة) وانخفضت القيمة النقدية الوطنية بنفس المقدار؟! ألم تسمعوا هذا التحليل قبل بضعة أشهر من السيد همتي والفريق الاقتصادي للحكومة؟ ألم تروا ما هي الكوارث التي أحدثها هذا التحليل الخاطئ عام 1401م واندلع غضب الناس مع تدهور الأوضاع المعيشية إثر إزالة وزيادة سعر العملة الرسمية البالغة 4200 تومان؟ لماذا يلدغ المسؤولون في بلادنا عشر مرات من نفس الجحر ولا يتعلمون مرة أخرى؟!!

6- استنادا إلى أدبيات اقتصاديات سعر الصرف، أولا، ليس من المفترض أن يرتفع سعر الصرف الاسمي بطريقة موجهة ومتوافقة مع التضخم المحلي والأجنبي، ثانيا، في الاقتصادات التي يحدد فيها السوق سعر الصرف، ثبت على المدى القصير أن تعادل القوة الشرائية لا يفسر سلوك سعر الصرف، حتى التحليلات مثل "بالاسا ساميلسون" ترفض صحته على المدى الطويل.

والغريب أن فخامتكم ومن دون علم بسعر الصرف تطلقون بسهولة مثل هذه التعليقات غير المتخصصة في وسائل الإعلام الوطنية!

السيد الدكتور قاليباف، إن ما تسبب في التضخمات المروعة في السنوات الأخيرة هي السياسات الخاطئة التي تعتقد أنه من خلال إسناد سعر الصرف إلى سوق التهريب الحر وجهود الحكومة لجلب سعر الصرف الرسمي إليه، يمكن الحد من التضخم، وبهذه الحجة تم إغلاق موازنة 1404، وفي غضون أيام قليلة ستفرض موجة تضخم أخرى على المجتمع.

لقد كتبنا عدة مرات وأشرنا في البرلمان إلى أنه حتى لا يتم تنفيذ قوانين مكافحة غسيل الأموال، وقانون مكافحة تهريب البضائع والعملة، وحوكمة الريال، لا يمكن أن تكون العملة موحدة، وكل الجهود الرامية إلى مساواة العملة لن تؤدي إلا إلى التضخم.

ومن المؤكد أن الأوامر المهمة لقائد الثورة بشأن "تعزيز قيمة العملة الوطنية" و"إصلاح نظام العملة" لن تتحقق بمثل هذه التحليلات الخاطئة وهناك ضرورة لاتخاذ خطوات وإصلاحات جوهرية في هذا الاتجاه وسينجح النظام برمته أيضا.

وأتمنى منكم الانتباه إلى الرسالة رقم 131 التي وجهها النائب البرلماني إلى فخامة الرئيس، أو النص المكون من 20 صفحة الموجه إلى السادة النواب، أو اقتراح النواب بشأن إزالة الآثار التضخمية لموازنة عام 1404 من حيث 28.500 تومان.

اعلم أنه لا يمكن كبح التضخم بأي شكل من الأشكال (وبأي شكل من الأشكال) حتى يتم تنفيذ سياسات العملة الصحيحة وطالما حلت العملات المعدنية والعملة محل العملة الوطنية والحكومة، فإن الأرستقراطية ليس لها سيطرة على تدفق العملة في البلاد.

وكما أعلنا مرات عديدة؛ إن اقتصادنا ليس في طريق مسدود، وحتى في أشد ظروف العقوبات قسوة، هناك طريقة لتحسين معيشة الناس واقتصاد البلاد.

 

ارسال تعليق