أشیاء إذا استمر علیها الإنسان اعتبر تائباً

وقال حجة الإسلام العلوي الطهراني: إذا لم يفهم الناس أنه تاب فليست توبة. وهذا يعني أنهم يجب أن يلاحظوا التغيير في أسلوب حياته.

startNewsMessage1

وبحسب ما نقلت وكالة مهر للأنباء عن عاشوراء، فإن شهر رمضان من أفضل أشهر السنة وشهر عيد الله. في هذا الشهر تنفتح أبواب نعمة الله ورحمته ويتمتع الجميع بالبركة الروحية في وليمة الله. بعد شهري رجب وشعبان، يكون رمضان مقدمة لتحسين الذات والتأريض الروحي، وتجنب الذنوب، والتقرب إلى الله. كما أن الصيام الواجب على المسلمين من أول هذا الشهر إلى آخره يوفر الأرضية الروحية لإعداد النفس للاستغفار والتطهير من الذنوب، ولذلك يحاول المسلمون الاستفادة قدر الإمكان من فضائله بالسهر وقراءة القرآن والإطعام والإفطار والصدقة والصيام.

قال رسول الإسلام الكريم عن شهر رمضان ومغفرة الذنوب فيه: "لكن سم رمضان وكر الذنوب، سمي شهر رمضان بهذا الاسم لأنه يحرق الذنوب". وقال أيضاً: "أيها الناس! ينعاد عليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، الشهر الذي هو عند الله أفضل من سائر الشهور، وأيامه أفضل من سائر الأيام، ولياليه أفضل من سائر الليالي، وساعاته أفضل من سائر الساعات. أفضل الساعات عندما يرحم الله عباده.

وشعب القدر من الليالي التي هي خير من ألف شهر، وتنزل الملائكة في هذه الليلة بإذن الله، ويحددون أقدار العباد جميعها على مدار العام. ووجود هذه الليلة في هذا الشهر الفضيل هو نعمة وهبة إلهية لأمة رسول الإسلام الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، ومصائر سنة من الناس (الحياة، الموت، الرزق، إلخ) تتحدد بناءً على المزايا والسياقات التي خلقوها بأنفسهم، وفي مثل هذه الليلة، بالفكر والتدبر، يمكن للإنسان أن يأتي إلى نفسه ويقيم أفعاله لمدة عام، ومن خلال توفير السياق الصحيح، يمكنه أن يخلق أفضل مصير لنفسه.

إن الفضائل المدرجة في هذا الشهر هم بلا شك أولئك الذين يفهمون حقيقته ويمارسون مندوباته بأفعالهم وأقوالهم وأفعالهم، وبينما تكون جميع أجزائها وملحقاتها بعيدة عن الإثم والحرام، مع الإخلاص والثقة ومناشدة أهل البيت في مجال تنفيذ الأوامر الإلهية وأحكام القرآن، فإنهم يخطوون على طريق تحسين الذات. وقد يكون تأثير هذا الشهر بحيث يترك آثاراً منه في النفس والنفس في الحياة وفي غيرها من الأشهر أيضاً.

من أجل الاستفادة قدر الإمكان من بركات هذا الشهر والخطو على طريق تطوير الذات وتنمية الذات، ذكر السيد محمد باقر علوي الطهراني شعائر دخول شهر رمضان المبارك في سلسلة من المحاضرات.

إذا أردنا ألا نكون إنسانًا متواضعًا ونصل إلى مكانتك ولا نسقط من أعين الله، فيجب علينا أن نتجنب الخطيئة. يقول الامام الباقر (ع): ليس بين المذنب وبين التوبة إلا أن يكون غارقاً في الحياة الدنيا. قال النبي عيسى (عليه السلام): فكر المعصية كدخان نار أظلم الفضاء. يعني أن الخطية نفسها كالنار المشتعلة، أما فكرة الخطية فهي كالدخان.

قلنا أن التوبة تتكون من ثلاثة أجزاء: الجزء الأول: العلم. ولن يبقى الإنسان حتى يعلم أنه مذنب بالقبح، ولو تاب. العنصر الثاني هو العزم. ويعني عدم التفكير في الذنب، وبدلاً من ذلك التفكير في التعويض عن الذنب واتخاذ الإجراءات العملية. العنصر الثالث هو الندم. وبدلاً من أن يفرح في زمن الخطيئة، عليه أن يعاقب نفسه بالحزن.

قال الإمام السجاد (ع): إن الله يحب القلب الحزين. قال حضرة داود لله: يا الله، أمرتني أن أطهر وجهي وجسدي وقدمي بالماء. بماذا يجب أن أنظف قلبي؟ قال الله : بالحزن . الحزن هو في الواقع تنقية القلب. لذا عليه أن يقوم بأعمال تعوض أخطاء الماضي.

ونقطة أخرى هي المثابرة على حالة التوبة، فرغم أن الاهتمام عمل شاق، لكن عندما نسقط مرة أخرى لا تيأس من رحمة الله، كما يقولون، إذا فشلت في التوبة مائة مرة، فسوف تعود مرة أخرى. التوبة تعني تغيير في طريقة الحياة، أي إن كنت عشت على الخطية حتى الآن فلن أعيش على الخطية من الآن فصاعدا. يجب أن يكون لهذا التغيير مخرجات حتى يتمكن الآخرون من فهمها.

فقال النبي لأصحابه: هل تدرون من التائب؟ قالوا: لا نعلم. قالوا: إذا تاب عبد العاصي ولم يكفر ذنوبه، أي لا يغير مجلسه وقيامه، نوع طعامه، صداقته مع أصحابه، لا تزيد عبادته، لا يجد ساعة صدر، لا يجد يداً معطاءة (لا يصبح صاحب لطف وعفو)، لا تنقص شهوته، لا يحفظ لسانه، لا يعطي من طعامه لغيره، لا يتوب. ومن ثابر على هذه الحالات العشر فهو تائب.

وفي حديث آخر قال النبي: إذا لم يعلم الناس أنه تاب فليست هذه توبة. وهذا يعني أنهم يجب أن يلاحظوا التغيير في أسلوب حياته. وليس معنى هذه الرواية النفاق، بل ينبغي أن يكون هناك فرق في نظر الناس بين سلوك المؤمنين والعاصيين. قال غلام للإمام الصادق (ع): من أذنب ذنباً ثم تاب هل يغفر الله له؟ قال حضرة: يغفر. فقال مرة أخرى: الله يغفر؟ قال حضرة: سوف يغفر. قال في المرة الثالثة: هل الله يغفر حقا؟ قالوا: سيغفر الله. ثم نكس رأسه وقال: يغفر الله، فماذا أفعل بعيبه؟ ولكن قبل هذا العار، إذا كان هناك أثر للخطية، فيجب علينا أن نزيل أثر الخطية.

قال الله: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله، يا أيها الذين آمنوا، توبوا إلى الله. هذا في الممارسة العملية. وقال في سورة طه الآية 82: وأنا غافر لمن تاب. يعني أنه أزال فعل الذنب بالتوبة، لكنه يريد إزالة أثر الذنب بمغفرة الله.

ولما نزلت الآيتان 16 و 17 من سورة الأعراف قال إبليس: "إني أهاجم الإنسان من أربعة جوانب: من قبله، ويمينه، وشماله، وخلفه". فقالت الملائكة: والله إن هذا الإنسان مظلوم. يُهاجم من أربع جهات، فما المخرج؟ قال الله: هناك طريقتان للخلاص. الاتجاه الأول إلى الأعلى (ولهذا السبب نرفع أيدينا أثناء الدعاء)، والاتجاه الثاني إلى الأسفل، وأثناء السجود يحب الله عبده كثيراً.

 

ارسال تعليق