رسائل التدريبات المشتركة لإيران وروسيا والصين؛ طهران في ذروة الاستعداد العسكري واعتبرت شبكة الجزيرة إجراء مناورة مشتركة بين إيران وروسيا والصين في ميناء تشابهار تحمل رسائل عسكرية وسياسية واضحة، خاصة في ظل مساعي أمريكا لزيادة الضغوط على طهران.
وبحسب ما نقلته وكالة مهر للأنباء عن عاشوراء، تناولت شبكة الجزيرة في تقرير لها رسائل المناورات البحرية المشتركة لإيران وروسيا والصين في ميناء تشابهار تحت عنوان الحزام الأمني البحري.
وجاء في هذا التقرير أن رسائل هذا الحدث لا تقتصر على بعدها العسكري فحسب؛ بل إنها تتداخل مع المجالين السياسي والاقتصادي، وهو ما يظهر أولويات الدول المشاركة في هذا التمرين في ظل تزايد ضغوط الغرب على هذه القوى وسعي الدول المذكورة لتعزيز شراكاتها الدفاعية في مواجهة التحديات المتزايدة.
وتجري هذه المناورات بالتزامن مع المرحلة الحرجة من التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة؛ وسعت الولايات المتحدة إلى زيادة الضغط على طهران بشأن برنامج إيران النووي وقدراتها الصاروخية، بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة على البلاد.
وبحسب الجزيرة، فإن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بالقيام بعمل عسكري ضد إيران إذا رفضت التفاوض تضيف بعدا آخر للتمرين المشترك بين إيران وروسيا والصين، والذي يتجاوز الأبعاد العسكرية التقليدية والرسائل السياسية الواضحة.
كما أن المكان الذي تم اختياره لإجراء هذه المناورة يحمل أيضاً رسائل خاصة في البعد الاستراتيجي. وستجرى هذه المناورة في ميناء تشابهار الإيراني الذي يطل على المحيط الهندي ولا يعد قاعدة بحرية فحسب، بل أيضا نقطة محورية في المشاريع الاقتصادية الإقليمية، مما يحوله إلى المنطقة الوسطى لطرق التجارة الدولية والأهداف اللوجستية لإيران.
وبناء على هذه الاعتبارات، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هل اختيار تشابهار لإجراء مثل هذه المناورة يشير إلى زيادة النفوذ البحري الإيراني، أم أنها تحمل رسائل أوسع وتتجاوز الحدود الإقليمية وتشمل ميزان القوى العالمية؟
وبالنظر إلى الوضع الدولي الراهن، فإن هذا التطور مهم للدوائر السياسية والعسكرية؛ لأن التمرين المذكور يتزامن مع تزايد العزلة الدولية لروسيا نتيجة حربها في أوكرانيا، فضلا عن المنافسة الشرسة بين الصين والولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ.
ومجموع هذه العوامل يضع المناورة البحرية الثلاثية لإيران والصين وروسيا في إطار أوسع من التعاون العسكري، ويعني حدثاً متعدد الأبعاد على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي هذا السياق، قال الناشط السياسي الإيراني حسين كناني مقدم في حديث للجزيرة: إن هذه المناورات في تشابهار هي جزء من الرد على تهديدات ترامب ضد إيران، وعلى ترامب أن يعلم أن إيران ليست وحدها والدول الحليفة مثل روسيا والصين معها.
وأضاف: بناءً على الاتفاقيات طويلة المدى بين إيران والصين (اتفاقيات مدتها 25 عامًا) وبين إيران وروسيا (اتفاقيات مدتها 20 عامًا)، والتي تشمل بعض التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي، فضلاً عن التدريبات الثلاثية بين هذه الدول، فإن مثل هذه التدريبات تقام في أي فترة معينة.
وأضاف الكناني مقدم: رسالة هذه المناورات واضحة، وهي أن الدول الآسيوية مثل إيران والصين قوية إلى جانب روسيا ومستعدة للتعاون لضمان أمنها الإقليمي والدولي.
في المقابل، قال "عارف دهغندار" الخبير في شؤون الأمن الدولي في حديث للجزيرة، إن اختيار ميناء تشابهار لإجراء مناورة مشتركة بين إيران والصين وروسيا يعود إلى الأهمية الجيوستراتيجية لهذه المنطقة. وباعتباره الميناء الإيراني الوحيد المطل على المحيط، يوفر تشابهار وصولا مباشرا إلى المياه المفتوحة ويتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من المحيط الهندي، مما يجعله نقطة محورية في السيطرة على طرق التجارة البحرية وبوابة حيوية لدخول أسواق آسيا الوسطى.
وأضاف دهقندر: يعد ميناء تشابهار أيضًا جزءًا من خطة الحزام والطريق الصينية ويحظى بأهمية خاصة بالنسبة لروسيا التي تسعى إلى توسيع وجودها في المياه الدافئة. ووجود هذه القوى الثلاث في تشابهار يمكن أن يكون رسالة لواشنطن وإدارة ترامب، وكذلك للهند التي تعتبر شريكا استراتيجيا لأميركا في شبه القارة الهندية.
وقال عن توقيت التمرين المشترك السابع للحزام الأمني البحري 2025 بين إيران وروسيا والصين: هذا التوقيت له أهمية كبيرة. لأن هذه المناورات تتم في ضوء التهديدات المتزايدة من قبل النظام الصهيوني والولايات المتحدة ضد إيران بهدف الحد من البرنامج النووي لهذا البلد.
وأشار هذا الخبير الإيراني: في إطار سياسة "العصا والجزرة" التي اتبعها ترامب في المنطقة وجعلت المشهد أكثر تعقيدا، فإن مثل هذه المناورات هي مؤشر على استعداد طهران للتعامل مع أي تهديد محتمل. وبطبيعة الحال، لا ينبغي اعتبار هذه المناورات مؤشراً على تشكيل تحالف شرقي ضد الغرب؛ لأن روسيا والصين، كقوتين عالميتين، لهما إستراتيجيتهما ومصالحهما الخاصة، ويتم تحليل سلوكهما في إطار المنافسة بين القوى العظمى.
وأكد دهغندار: أن إيران كقوة إقليمية لها دورها الخاص في المعادلات الدولية وتعتمد على قدراتها الخاصة في المجال العسكري. ولذلك فإن إجراء مثل هذه المناورات يظهر نمط التعاون العملي بين إيران وروسيا والصين على أساس مصالحها المشتركة.
ارسال تعليق