ویطالب مجلس الأمن النظام الإسرائیلی بالانسحاب الکامل من الأراضی السوریة

صرح مندوب إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك: الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تزال ملتزمة بدعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها وستلعب دورا بناء في طريق تحقيق السلام والاستقرار الدائمين.

startNewsMessage1

وبحسب ما نقلته وكالة مهر للأنباء، فقد أوضح السفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن "الوضع في الشرق الأوسط: (سوريا)"، فيما يتعلق بالوضع الحالي في سوريا، النقاط التالية:

1. تدين جمهورية إيران الإسلامية بشدة أعمال العنف واسعة النطاق ضد السكان في اللاذقية وطرطوس منذ 6 آذار/مارس، والتي أدت إلى القتل الجماعي للمدنيين. ويجب على السلطات المؤقتة أن تتخذ إجراءات حاسمة لإنهاء جميع أشكال العنف، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. ويجب احترام وضمان حقوق جميع الطوائف، ويجب وقف أي محاولة لإعادة توطين الأقليات قسراً، وخاصة العلويين والشيعة، على الفور. ونحن نرحب بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 14 آذار/مارس، والذي أدان بشدة هذه المذبحة ودعا إلى إجراء تحقيق سريع وموثوق وشفاف ومستقل وشامل. والسلطات المؤقتة ملزمة بتقديم المساءلة الكاملة وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة فورا.

2. نؤكد على ضرورة مكافحة الإرهاب في سوريا والتهديد الخطير الذي يشكله المقاتلون الإرهابيون الأجانب الذين يعرضون الأمن الإقليمي والعالمي للخطر. ويتطلب هذا التهديد العابر للحدود الوطنية عملاً منسقًا وجماعيًا. وتكرر جمهورية إيران الإسلامية طلب مجلس الأمن إلى السلطات المؤقتة باتخاذ تدابير حاسمة والتقيد بالتزاماتها في مجال مكافحة الإرهاب. ويجب إعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم ومحاكمتهم ومنعهم من المزيد من زعزعة استقرار المنطقة. ولا تزال جمهورية إيران الإسلامية ملتزمة بمكافحة الإرهاب ومستعدة للتعاون مع الشركاء الدوليين الشرعيين لمواجهة هذا التحدي.

3. نعرب عن قلقنا العميق إزاء الانتهاكات المتكررة للنظام الصهيوني لسيادة سوريا ووحدة أراضيها. وأدت الغارات الجوية الأخيرة التي شنها النظام الإسرائيلي، بما في ذلك مدينة درعا، إلى سقوط ضحايا من المدنيين وزيادة التوترات الإقليمية. وتشكل هذه الاعتداءات انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وتتسبب في عدم الاستقرار في المنطقة. كما أن استمرار احتلال النظام الإسرائيلي لهضبة الجولان يشكل عائقا رئيسيا في طريق السلام والأمن. وينص قرار مجلس الأمن رقم 497 بوضوح على أن تطبيق قوانين النظام الإسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتلة "متناقض من وجهة نظر القانون الدولي". ونطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات وإلزام النظام الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من كافة الأراضي السورية المحتلة.

4. تواجه سوريا تحديات إنسانية واقتصادية خطيرة تتطلب إعادة الإعمار الفوري واستعادة الخدمات الأساسية. ومع ذلك، لا تزال العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعيق عملية التعافي وإعادة الإعمار في سوريا، وتسببت في أكبر قدر من الضرر للفئات الضعيفة. إننا نرحب بالقرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي مؤخراً بتعليق العقوبات المفروضة على قطاعات النقل والطاقة والبنوك في سوريا، ولكن هذه الخطوة غير كافية. ويجب إلغاء جميع الإجراءات غير القانونية بشكل كامل لتسهيل عملية إعادة بناء سوريا وضمان العودة الآمنة للاجئين.

5. يجب أن يحدد مستقبل سوريا فقط شعب هذا البلد دون أي تدخل أو فرض أجنبي. وتدعم إيران تشكيل حكومة شاملة من خلال انتخابات حرة وحوار وطني شامل يضمن التمثيل العادل لجميع الطوائف السورية. ومن أجل تحقيق الوحدة الوطنية، يجب أيضاً طرح الدستور المؤقت للاستفتاء العام. وينبغي أن يكون الدستور عاملاً في تعزيز الوحدة الوطنية، وليس أداة لتفاقم الخلافات العرقية أو الدينية. تؤكد إيران على ضرورة وجود عملية سياسية محورها السوريون ويمتلكها السوريون، وتيسرها الأمم المتحدة وتستند إلى مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254؛ قرار رسم خارطة طريق واضحة لتشكيل حكومة غير عرقية وشاملة عبر انتخابات حرة ونزيهة وحوار وطني شامل. وتؤيد إيران جهود الممثل الخاص للأمين العام وتعتقد أنه ينبغي للأمم المتحدة أن تلعب دورا مركزيا في هذه العملية.

6. نرحب بعودة سوريا إلى منظمة التعاون الإسلامي بعد 13 عاما من التعليق. ويوفر هذا التطور أرضية لإعادة لعب دور سوريا كعضو فعال في هذه المؤسسة المرموقة. ولا تزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بدعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها وستلعب دورا بناء في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة.

7 - وفي الختام، ترفض جمهورية إيران الإسلامية رفضا قاطعا الاتهامات التي لا أساس لها والتي أطلقها ممثل الولايات المتحدة. وقد أثيرت هذه الاتهامات مرة أخرى لتشويه الحقائق وتضليل المجتمع الدولي. لسنوات، انتهكت الولايات المتحدة بشكل علني سيادة سوريا وسلامة أراضيها تحت ستار مكافحة الإرهاب، وعززت الجماعات الإرهابية، وواصلت تحقيق أهدافها الجيوسياسية من خلال دعم احتلال النظام الإسرائيلي. ولا ينبغي أن ننسى أن الأزمة الإنسانية الحادة والمشاكل الاقتصادية الحالية في سوريا هي نتيجة مباشرة للعقوبات الأمريكية غير القانونية والانتهاك المنهجي للحقوق الأساسية للشعب السوري. وهذه حقائق لا يمكن إنكارها ولا يمكن للممثل الأمريكي أن يمحوها بالخداع أو التشويه أو توجيه الاتهامات التي لا أساس لها ضد إيران. تسعى الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تحقيق الاستقرار والأمن المستقرين في سوريا ولا تشارك في أي عمل مزعزع للاستقرار في سوريا أو المنطقة.

 

ارسال تعليق