إیرانی: لا ینبغی لمجلس الأمن أن یظل صامتا أمام الاستفزازات العلنیة للسلطات الأمریکیة

وجه السفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة رسالة إلى مجلس الأمن بشأن اليمن والاتهامات الأمريكية ضد بلادنا.

startNewsMessage1

وبحسب ما نقلت وكالة مهر للأنباء عن عاشوراء، بعث أمير سعيد إيرواني السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، رسالة إلى كريستينا ماركوس إلسن الرئيسة المؤقتة لمجلس الأمن وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن اليمن واتهامات أمريكا ضد بلادنا.

بسم الله الرحمن الرحيم

بناءً على أمر حكومتي، وبعد الرسالة المؤرخة 11 فبراير 2025، أود أن أعرب عن قلقي العميق وإدانتي الصارمة للتصريحات العدائية الأخيرة لكبار المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك رئيس هذا البلد. وقد صدرت هذه التصريحات في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الأمريكية، في عمل يائس، تبرير أعمالها العدوانية وجرائم الحرب غير القانونية ضد اليمن، وبينما توجه اتهامات لا أساس لها ضد جمهورية إيران الإسلامية، فإنها تهدد علانية باللجوء إلى القوة ضد إيران. وتشكل هذه الأدبيات الاستفزازية انتهاكًا واضحًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وخاصة المادة 2 (4)، التي تحظر التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد دول ذات سيادة.

وبالنظر إلى هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي، فإن جمهورية إيران الإسلامية ترفض وتدين بشدة هذه التصريحات المتهورة والاستفزازية. وتطلب إيران من مجلس الأمن أن يتخذ موقفا واضحا ومبدئيا بإدانة هذه التصريحات المسببة للتوتر، وأن يطلب من الولايات المتحدة الأمريكية التقيد بالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة. وكما أكدنا مرارا وتكرارا، فإن تطبيع التهديد باللجوء إلى القوة يشكل إجراء خطيرا ويجلب مخاطر جسيمة على السلام والأمن الدوليين. ولا ينبغي لمجلس الأمن أن يظل صامتا في مواجهة هذه الاستفزازات الصارخة.

ومع تقيد جمهورية إيران الإسلامية بالتزاماتها تجاه السلام والأمن الدوليين، فإنها ستدافع بحزم عن سيادتها وسلامتها الإقليمية ومصالحها الوطنية في إطار القانون الدولي ضد أي عمل عدائي. وتحذر جمهورية إيران الإسلامية من أن أي عمل عدواني ستكون له عواقب وخيمة، وستكون الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة عنها بالكامل. تدين جمهورية إيران الإسلامية بشدة العدوان العسكري الأخير والاستخدام غير القانوني للقوة ضد اليمن من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة. وتعتبر هذه التصرفات انتهاكا واضحا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ونتيجة لذلك تعتبر تهديدا خطيرا للسلام والاستقرار الإقليميين.

وباعتبار جمهورية إيران الإسلامية عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي، فقد التزمت دائما بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك أحكام قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودعمت سلامة وأمن الملاحة البحرية. وتنفي إيران بشكل قاطع أي انتهاك لحظر الأسلحة أو المشاركة في تصعيد الصراع في اليمن أو في أي مكان آخر. وتتصرف حركة أنصار الله والسلطات اليمنية بشكل مستقل في قراراتها وتصرفاتها، وتؤكد أن عملياتها تأتي دعما لشعب غزة وردا على انتهاك سيادة اليمن ووحدة أراضيه.

كما أنني أستغل الوقت للرفض التام للادعاءات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة لممثلي الولايات المتحدة الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يتعلق باليمن، وكذلك الاتهامات التي وجهتها المملكة المتحدة وفرنسا بشأن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والتي أثيرت في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن في 6 مارس 2025 في إطار جدول أعمال "الوضع في الشرق الأوسط" (الجلسة 9873). وهذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة تماما وليس لها أي أساس من الصحة.

وتعتبر جمهورية إيران الإسلامية هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة محاولة متعمدة ومحسوبة من جانب هذه البلدان الثلاثة لتحويل الرأي العام عن تواطؤها في أعمال الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها النظام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة ودول أخرى في المنطقة، فضلا عن فشل هذه البلدان، باعتبارها أعضاء دائمين في مجلس الأمن، في محاسبة النظام الصهيوني وإجباره على الالتزام بالسلام والأمن الإقليميين.

وسأكون ممتنا لو تم تسجيل هذه الرسالة وتوزيعها كوثيقة من وثائق مجلس الأمن.

ويجدد احترام الرئيس.

 

ارسال تعليق