فاطمة حسونة؛ "قناص اللحظة" فی غزة الذی خلدت صورته

فاطمة حسونة، الملقبة بـ"فطوم"، كانت مصورة وصحافية فلسطينية تبلغ من العمر 24 عامًا، وقد حصلت على لقب "قناصة اللحظات" وأرادت أن تبقى صورة أبدية لها.

startNewsMessage1

وأفاد موقع عاشوراء نيوز نقلاً عن وكالة مهر للأنباء، أن فاطمة حسونة الملقبة بـ"فطوم" كانت مصورة وصحفية فلسطينية تبلغ من العمر 24 عاماً، استشهدت مع 10 من أفراد عائلتها في غارة جوية إسرائيلية على منزلها في حي التفاح شرق غزة.

تخرج من جامعة غزة بدرجة البكالوريوس في الوسائط المتعددة. وتشمل أعماله التعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ونشر أعماله في وكالات دولية. كما شارك بشكل فعال في معرض غزة الدولي. ولقي خبر استشهاد هذا الصحفي الفلسطيني ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. ووصف ناشطون إعلاميون فاطمة بأنها "عين غزة التي صمتت".

تعتقد فاطمة حسونة أن الكاميرا هي سلاح. يقوم بإدخال بطاقة الذاكرة، والتي هي الرصاصة، في الكاميرا، ثم تعمل الكاميرا مثل البندقية بالنسبة له. كان يعتقد أنه سيغير العالم بصوره. وحصل حسونة أيضًا على لقب "قناص اللحظات".

قام هذا المصور الفلسطيني بإلتقاط قصص الناس الذين يعانون من المجاعة والحصار من خلال عدسة كاميرته. في أرض تغرق في الموت بسبب جرائم النظام الصهيوني، كان يعكس حياة الأطفال وأملهم وابتساماتهم.

فاطمة حسونة؛ "قناص اللحظة" في غزة الذي خلدت صورته

أريد أن أبقى صورة أبدية.

في إحدى مقابلاتها الصحفية، قالت فاطمة حسونة للكاميرا: "عندما ألتقط الصور، أكون في قمة السعادة. أحاول أن أخلق صورًا لا يمحوها الزمان والمكان. لا يهمني إن كان ما أفعله مهمًا للعالم أم لا. بل أفكر كم ستدوم آثاره؟ أريد أن أبقى صورة خالدة. أريد موتًا يسمع عنه العالم ويبقى خالدًا.

كانت فاتوم تستعد لحفل زفافها.

قالت سلمى السويركي، إحدى قريبات فاطمة: "كان خبر استشهاد فاطمة صدمة كبيرة للجميع. فقد عددًا من أقاربه في حرب غزة. كانت فاطمة تحلم بالسفر حول العالم. كان يدخر بعضًا من دخله ليتمكن بعد حرب غزة من السفر وأداء فريضة الحج والعمرة. كانت فاطمة أقرب صديقة لأخيه جهاد، الذي كان يعيش في مصر. كانت فاطمة تُجهّز نفسها للزفاف. كان من المفترض أن تتزوج فاطمة من خطيبها الأسبوع المقبل".

حب؛ دواء للتغلب على معاناة الحرب

قال حنين سالم، صديق فاطمة وزميلها: "كنا نحب الحياة ونرغب في إبراز جمال غزة من خلال التصوير. كلما خرجنا معًا، كنا نسعى لإظهار الأمل رغم كل شيء. كانت فاطمة كريمة جدًا ومقاتلة عصامية. كانت مليئة بالطاقة الإيجابية وأحبت الحياة كثيرًا. ورغم الظروف الصعبة والجوع والمعاناة، لم تتذمر أبدًا. كان دائمًا يردد: "الله يرزقنا الطعام والعوض".

قال سالم إن فاطمة كانت داعمة جدًا لخطيبها، متذكرًا: "كانت فاطمة وخطيبها يحبان بعضهما البعض كثيرًا. كان يستخدم الحب كدواء للتغلب على معاناة الحرب. كانت فاطمة تحلم ببناء منزل أحلامها. كان ينبغي أن ينجب العديد من الأطفال ويربيهم تربية حسنة".

فاطمة حسونة؛ "قناص اللحظة" في غزة الذي خلدت صورته

الصحفيون يصرون على فضح الجرائم الصهيونية

وقال مراسل قناة العالم في غزة محمد أبو عبيد لوكالة "مهر": "التقطت فاطمة حسونة صوراً لجميع مناطق غزة، وخاصة غزة نفسها". واعتبرت فاطمة أن الكيان الصهيوني محتل لا يرحم وهدفه قتل الفلسطينيين الأبرياء وتدمير القضية الفلسطينية من أجل السيطرة على كل فلسطين.

وأضاف: "رغم الخطر والخسارة في الأرواح فإن فطوم والصحفيين في غزة يؤمنون برسالة واحدة وهي ضرورة الاستمرار والإصرار على نشر رسالة وقضية فلسطين وكشف جرائم الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني".

وأكد محمد أبو عبيد أن الإعلام الإيراني يختلف كثيراً عن الإعلام العالمي، مؤكداً: أن الإعلام العالمي لا يركز على حقيقة ما يحدث في قطاع غزة، ولا على عدالة القضية والشعب المظلوم الذي يقتل يومياً بالأسلحة العربية والأمريكية والأوروبية، ولا يتحدث بإسهاب عن هذه الجرائم. وتركز وسائل الإعلام الإيرانية بشكل كبير على المجازر التي يرتكبها المحتلون الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، ونشر الحقيقة حول ما يحدث في غزة، وتعزيز العدالة للقضية الفلسطينية والمقاومة.

أكثر ما شاهده الصحفيون الحربيون تفردًا على الإطلاق

إن حرب النظام الإسرائيلي على غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، هي الصراع الأكثر غير المسبوق الذي شهده الصحفيون على الإطلاق. استشهد حتى الآن أكثر من 200 صحفي فلسطيني، كانت فاطمة حسونة من أبرزهم، حيث فقدت حياتها أثناء توثيقها.

 

فاطمه حسونه؛ «تک تیرانداز لحظه ها» در غزه که تصویرش ابدی شد

أرادت فاتوم أن تبقى صورة أبدية وقد فعلت ذلك! يروي الفيلم الوثائقي "ضع روحك في راحة يدك وامش" الحياة في قطاع غزة. تم تخصيص قسم "ACID" المستقل في مهرجان كان السينمائي لعرض هذا الفيلم الوثائقي. فاطمة حسونة، التي تقوم بتسجيل وتوثيق جرائم الإبادة الجماعية في غزة منذ بداية الحرب الأخيرة على غزة، كانت إحدى الشخصيات الرئيسية في الفيلم الوثائقي المذكور، واستشهدت في غارة جوية إسرائيلية على منزلها قبل يومين من إطلاق الفيلم.

آخر خبر نشرته المصورة الشهيدة فاطمة حسونة كان عن قطة عند غروب الشمس. ربما كان يوثق غروب الشمس الأخير له على أرض فلسطين، أو ربما كان يصور أبواب الجنة.

 

ارسال تعليق